بما أنه من نتائج الحروب والمعارك هي الدمار والقتل والتهجير والاغتصاب والسرقة وهذا يعني بالدرجة الأولى المرأة بحدِ ذاتها، لأنها هي الضحية الأولى من كل هذه النتائج بكل تفاصيلها المروعة عبر الحروب التي جرت وتجري حتى يومنا هذا. لهذا من المهام والوظائف الرئيسة التي يتوجب على المرأة القيام بها في هذه الحالة هي الدفاع عن الوطن والمنطقة التي تعيش فيها حفاظًا على الأرض التي تساوي المرأة بشكل مباشر.المرأة التي تعي ذلك والواعية لأسباب ونتائج الحروب تعتبر هي الملهم لتحفيز باقي أفراد المجتمع للتحضير لأي خطر يُداهم الوطن وكل من يعيش عليه. وهذا يرجع طبعًا لأسباب تاريخية وله علاقة كبيرة بارتباط الانسان بالأرض والاستقرار والتطور الذي نتج عن هذا الأمر. استقرار الانسان على منطقة جغرافية معنية يمنح الانسان هويته ووجوده المعنوي والمادي وبالتالي يشكل ملامح شخصيته التي تتأثر بشكل مباشر بالزمان والمكان والذي بنفس الوقت له علاقة بالجغرافيا والذي نسميه الوطن.لهذا حينما نربط المرأة والأم ونشبهها بالأرض ليس من سبيل الدعابة بل له حقيقة تاريخية وسوسيولوجية بكل معنى الكلمة. وما نعيشه الآن من حالة فوضى وعدم استقرار يعني المرأة بشكل مباشر من كافة النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وبالتالي الوجودية كانسان بالدرجة الأولى.ما يعنينا هو حالة اللا استقرار التي تشهدها المنطقة والحروب والمعارك التي يتم التخطيط لها بعيدًا عن كافة القيم الإنسانية والأخلاقية والتي تستهدف المرأة بالدرجة الأولى، لأنَّ للسيطرة على أية منطقة أو مكان يتم توجيه الحرب النفسية والشائعات في بادئ الأمر إلى المرأة لأنها هي المحددة الرئيسية في ثبات المقاومة من عدمها في ذاك الوطن.ولأن المرأة كانت وما زالت في مجتمعاتنا هي نقطة الضعف الأولى التي يتم استغلالها من قبل الأطراف المتصارعة ومنها يمكن التغلغل ونشر الرعب والإرهاب والخوف والهلع من كوارث الحروب، عليه ينبغي على المرأة أن تدرك هذه النقاط بشكل جيد وتحولها لنقاط قوة وثبات ليس لذاتها فقط، بل على كافة أفراد الأسرة والمجتمع ككل.ما يحدث في سوريا والعراق واليمن والآن في ليبيا يحفزنا أكثر للقيام يما يقع على عاتقنا من مهام جد مهمة للدفاع عن ما تبقى من آخر وطن وشعب يسعى الطغاة وسماسرة الحروب لزعزعة الأمن فيه. إنها مصر التي كانت وما زالت هي الأمل الباقي لشعوب المنطقة في كسر شوكة المعتدي والمحتل الذي لا يعترف بالآخر ولا يرى إلا نفسه على هذه الأرض وبأنه هو الحق والحقيقة. أردوغان الذي دمر وطني سوريا هو نفسه تسيل من أنيابه دماء شعبي حتى الآن لكنه لم يشبع ويسعى لشرب المزيد من الدماء وقتل الانسان الذي هو غاية الحياة، لكن بنظر اردوغان الانسان ما هو إلا عبد ينفذ ما يطلبه منه وأي شخص يرفض ذلك هو كافر وخائن يجب قتله والتخلص منه.انها عقيدة الاستبداديين والدكتاتوريين والطغاة الذين استكبروا في الأرض ويعملون كل شيء في سبيل تحقيق غرائزهم وأوهامهم. لكن ستبقى أرض مصر التي حفظها الله وجعلها آمنة لكل من دخلها وبنفس الوقت جهنم لكل من يفكر أن يعتدي عليها، هي الشوكة التي ستخنقه وتقضي عليه بكل تأكيد.من امرأة من سوريا تكتب هذه المقال وكلي أمل وثقة بأن نساء مصر هنَّ خط الدفاع الأول عن هذا الوطن الذي عمره يتجاوز أوهام أردوغان وكل من يحركه ويقف وراءه. هنا ينبغي على المرأة أن تدرك أن المعركة الفاصلة ونتائجها تتوقف على وعي المرأة بالدرجة الأولى وما ينبغي أن تقوم به في محاربة الشائعات والأكاذيب التي يتم الترويج لها من قبل أذناب ومرتزقة هذا المجرم وخاصة من يدعي الإسلام الذي منه براء.النصر دائمًا حليف هو من نصيب الشعب المتكاتف والذي يعمل بيد واحدة بعيدًا عن الأنانية والحسابات الرخيصة والآنية، بل على المرأة أن تنشر ثقافة الكل من أجل الكل ومصر فوق الكل.
مشاركة :