قُدّت سيورهُ من أديمك - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هكذا يضرب العرب المثل للشيئين اللذين يستويان في الشبه. أما بعد: فإن من أعاجيب الزمان أن تجد أُناسا تُحاول بل تسعى بكل قوّة قسر افراد المجتمع على أن يكونوا نُسخا متشابهة ويا ليت يكونون طبق الأصل حتى يسهل التعامل معهم بافتعال نموذج موحَد يسير القطيع حسب مشيته حتى ولو كانت عرجاء. ما عليهم سوى إملاء ما يرغبون به على النموذج فيقوم بدوره بنشر تلك الحقونات على الآخرين لتتكاثر النُسخ كتفريخ الصيصان في الفقّاسة. أليس انشغال المؤسسات التعليمية والتربوية بحكاية قولبة افراد المجتمع على نمط واحد في التفكير والاذواق والهيئة حكاية مُدهشة تستحق التأمل ومحاولة معرفة المغزى والأهداف إن كان هناك قصدية بذلك الفعل غير المنطقي ولا المقبول؟ تساءل المستشرق الياباني نوبوأكي نوتوهارا في كتابة "العرب من وجهة نظر يابانية، منشورات الجمل/ طبعة أولى 2003" عن وجود فرد مستقل بفرديته في المجتمع العربي وأجاب بقوله: "المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد والقيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا. ولذلك يحاول الناس أن يوحّدوا أشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين. أعني يغيب مفهوم المواطن الفرد لتحل مكانه فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد..الخ" أقول: ربما غاب عن ذهن السيّد نوتوهارا القوى البشريّة القاهرة التي فرضت فكرة النمط الواحد في المجتمعات العربية ولهذا ظنّ أن الناس من ذات أنفسهم من سعوا الى توحيد بل تصنيم الرأي الواحد والزي الواحد والقيمة الواحدة وأزيد عليها التفكير الواحد واليقينيات الواحدة. ثم نأتي متأخرين ونتساءل عن سبب التعنصر للفكرة أو المذهب أو حتى الزيّ! ألا يزدري أولادنا من يلبس زي وطنه أو منطقته، ويستهزئون بطقوس وتراث بل وحضارة الآخرين؟ أليس تكريس النمط الواحد سببا في كثير من مآزقنا وعلاقتنا بالآخر المُختلف؟ في بعض المواقف يردد البعض نظريا حكاية نعمة الاختلاف وعند الاحتكاك بالمختلف عمليا تخرج العنصريّة القميئة. كل عام وأنتم والوطن بخير وسلام. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :