للمدن شخصياتها ونكهاتها وروائحها كما أن لأهلها أنماط سلوكهم التي تميزهم عن غيرهم لكن في الإجمال المدن الكبرى تتشابه في القسوة والجلافة ويخافها الوافد إليها من الغرباء والعابرين. تصوّر الأفلام المصرية خوف أهل الريف من العاصمة الكبيرة ويُحذر الآباء أبناءهم من التطبّع بسلوك أهل (القاهرة) ولهذا انغرس هذا المفهوم في أذهان الأجيال فالكل يحلم بالسفر إلى هناك ولكنهم في نفس الوقت يخشون المجهول الذي لا أحد يعرف ماهيته..! تحت عنوان المدن الأكثر ودّاً نشرت مجلّة أهلاً وسهلاً الصادرة عن مؤسسة الخطوط العربية السعودية في العدد الصادر لشهر مايو 2015 موضوعاً عن التباين بين طباع المدن وأهلها كلُطف الطباع وسلاستها وبالمقابل هناك مُدن الطباع السيئة التي لا يود أحد أن توصم مدينته بها لأنها ستشمله حسب مقولة "الخير يخص والشر يعمّ". تحديد تلك الصفات كانت من مهمّة قراء إحدى مجلات السفر والسياحة الذين سُئلوا عن تجاربهم حول الود من عدمه فذهب أكثر القرّاء إلى أن استراليا ونيوزيلاندا تشتملان (حسب أهلاً وسهلاً ومجلة السفر والسياحة) على أكثر المدن ودّاً وهما مدينتا ملبورن وأوكلاند. أما عن سبب اختيار أوكلاند فهو حضارتها الغنية وهواؤها الطلق وأكلها الطازج، أما ملبورن فأهلها من ألطف الناس في العالم. ما علينا من ملبورن وأوكلاند، ماذا عن الرياض وجدة والدمام وبريدة وأبها كيف يراها الزوّار من أهل البلد أو الوافدين إليها هل هي مُدن ودودة أم يشعرون بالوحشة وصعوبة التواصل مع سكّانها حيث تفرض المدن في الغالب أخلاقها وطباعها التي تتسم بالخشونة والحذر من الآخر وغير المعروف. يقولون من مظاهر المدن في بلادنا وضع حواجز حديدية ساترة بين الجيران وهذا دليل صارخ على مقياس الود. من العايدين. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :