د. شيماء الكومي تكتب: صانعة قرار

  • 8/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المرأة هي نصف المجتمع، وإن كنا نبحث عن وصف دقيق، فهي المجتمع كله، هي نصفه الحلو والمؤثر، هي صاحبة الدور الفعال في إنشاء جيل، يدرك المعنى الحقيقي للمواطنة والانتماء الوطني، فهي المدرسة التي إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.هي تلك الأم الحانية، والشقيقة المعطاءة، والزوجة السند، والابنة المدللة، هي عمود البيت، وقوام المجتمع، ومصدر الحياة، هي التوازن الدقيق بين القوة والضعف، الحنان والقسوة، بين الرقة والصلابة، هي المناضلة بطبيعتها من أجل معتقداتها.هي صانعة قرارات حكيمة واعية، بخبرتها وثقافتها وعلمها، لذلك أثبتت المرأة تفوقا لا نظير له في مختلف المواقع، التي تسلمت زمامها، وأكدت قدرتها على التصرف، وإدارة الأزمات والتخطيط بعيد المدى، لذلك ليس غريبا أن أكبر القيم التي تهتم بها المرأة هي، المجتمع والأسرة والمساواة بين الجنسين، والتواصل الفعال مع الآخرين.العديد من الدراسات العلمية الحديثة، رجحت كفة المرأة في القدرة على اتخاذ قرارات ذكية، تظهر مهارات أكثر دقة وبراعة، تحت الضغط وفي الأزمات، وتتسم أراؤها دائما بالحلول."تيريز هيوستن" الاخصائية في علم النفس المعرفي، من جامعة "سياتل"، قامت بتحليل عدد من الأبحاث والدراسات العلمية، التي تشكك في قدرة المرأة على اتخاذ القرارات، فوجدت أن الرجل والمرأة يعانيان بشكل متساوٍ في اتخاذ القرارات، لذلك لا يجب ظلم المرأة واتهامها بالتردد والبطء الشديد وقت الأزمات ."هيوستن" ترى أن المرأة هي الأكثر تعاونا، فدوما تطلب مشاركة الغير في آرائهم ومقترحاتهم، وخصوصا المرأة المسئولة عن منصب ذي نفوذ، مما يساعد في مزيد من التفاعل بين من ترؤسهم، وفي النهاية يتم اتخاذ قرارات أفضل، لأنها تفتح مجالا للنقاش وتبادل الخبرات بصورة أعمق، وتسمح لكل من حولها بمشاركة خبراته، مما يزيد من فرص الوصول إلى قرار أكثر دقة، وهو ما يرجح كفة المرأة دائمًا، خاصة في ظل الرغبة في إثبات تواجدها.لذلك، انطلقي عزيزتي المرأة في حياتك، دون الالتفات لمن يشككون في قدراتك، ولا تتوقفي أبدا، واجعلي طموحك دوما بلا حدود، ولا قيود، فأنت صانعة قرار.

مشاركة :