لبنان يدخل نفق المجهول بعد استقالة الحكومة | | صحيفة العرب

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – استقالت حكومة حسّان دياب في لبنان بعد ستة أيام من الانفجار الضخم في ميناء بيروت الذي دمّر قسما من العاصمة اللبنانية، في وقت تجدّدت فيه المواجهات بين محتجين وقوات الأمن في محيط البرلمان ببيروت. واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن استقالة حكومة دياب بمثابة فشل كبير لحزب الله الذي يتهمه اللبنانيون بأنّه تسبب في الانفجار الكبير بسبب تخزينه أسلحة وموادّ كيمياوية في ميناء المدينة. وتأتي اتهامات اللبنانيين لحزب الله على الرغم من غياب أيّ معلومات دقيقة عن ظروف الكارثة التي حلت ببيروت باستثناء تسريبات إسرائيلية عن أن بداية الانفجار الكبير كانت في مخزن للأسلحة والصواريخ ما لبث أن امتد إلى عنبر في الميناء تخزّن فيه أطنان من نترات الأمونيوم. وكان انفجار 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم بمخزن في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس قد أسفر عن مقتل مئتي شخص على الأقل وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح ودمر قطاعات من المدينة الساحلية، مما أدى إلى تفاقم انهيار سياسي واقتصادي شهدته البلاد في الأشهر السابقة. وقال الرئيس ميشال عون في وقت سابق إن مواد متفجرة كانت مخزنة بشكل غير آمن منذ سنوات في المرفأ. ثم قال إن التحقيق سيتحرى ما إذا كان سبب الانفجار تدخلا خارجيا وإهمالا أم أنه مجرد حادث عرضي. وتعتقد الأوساط السياسية اللبنانية أن حزب الله التقط ردّ فعل الشارع اللبناني الذي يعرف تماما أن الحزب كان يسيطر على ميناء بيروت سيطرة كاملة. ووجد حزب الله نفسه في موقف حرج حمله على الدفع في اتجاه استقالة الحكومة لتكون مجرد كبش فداء في وقت يتوقع فيه أن يعمل من أجل بقائها أطول مدّة ممكنة كحكومة تصريف أعمال تعمل تحت تصرّفه. وتوقعت المصادر السياسية اللبنانية أن يمارس المجتمع الدولي، على رأسه فرنسا، ضغوطا من أجل تشكيل حكومة جديدة تضمّ اختصاصيين مشهودا لهم بالكفاءة برئاسة شخصية محترمة مثل نوّاف سلام القاضي الحالي في محكمة العدل الدولية أو محمّد بعاصيري النائب السابق لحاكم مصرف لبنان. ويتمتع بعاصيري بدعم أميركي يعود إلى مهنيته أوّلا وإلى العلاقة الوثيقة التي أقامها مع الإدارة في واشنطن. وتساءلت المصادر السياسية اللبنانية عن الموقف الذي سيتخذه حزب الله من تشكيل حكومة جديدة، متوقعة أن يمارس في الوقت الحاضر لعبة الانتظار في انتظار معرفة إلى أيّ حد ستكون هناك ضغوط دولية على رئيس الجمهورية ميشال عون من أجل الإسراع في تشكيل حكومة بديلة عن الحكومة المستقيلة. وقالت مصادر وزارية وسياسية إن الحكومة اجتمعت الاثنين تحت الضغوط حيث يريد الكثير من الوزراء الاستقالة. وكانت الحكومة تشكلت في يناير بدعم من جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، وحلفائها. وأعلن حسان دياب الإثنين استقالة حكومته خلال جلسة لمجلس الوزراء وأردف ذلك بكلمة نقلت مباشرة على المحطات التلفزيونية. وقالت وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن دياب أعلن الاستقالة قبل أن يتوجه إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وأوضحت أن “الجزء الأكبر من الوزراء طالب بالاستقالة” خلال الجلسة، مضيفة “طالبت منذ اليوم الأول باستقالة الحكومة جراء ما حصل على أن تكون استقالة جماعية وليس فردية”. وكان أربعة وزراء أعلنوا منذ الأحد استقالاتهم من مناصبهم أمام هول انفجار مرفأ بيروت. وذكرت تقارير إعلامية أن وزراء آخرين كانوا مصمّمين على الاستقالة، ما شكل ضغطا على دياب. وتتألف الحكومة من عشرين وزيرا. وبموجب القانون، لا بدّ من استقالة أكثر من ثلث أعضائها لتسقط حكما. وارتفع عدد النواب الذين تقدموا باستقالاتهم بعد الانفجار إلى تسعة. وكان يفترض أن تكون هذه الحكومة تكنوقراطية تعمل على معالجة مشاكل اللبنانيين لاسيما الاقتصادية والمعيشية، لكن من الواضح أن اتخاذ القرار فيها يخضع للقوى السياسية النافذة في البلاد، وعلى رأسها تيار عون وحليفه حزب الله. وبالنسبة إلى الكثير من المواطنين اللبنانيين العاديين، كان الانفجار القشة التي قصمت ظهر البعير في أزمة طويلة الأمد ناجمة عن الانهيار الاقتصادي والفساد والهدر وسوء الإدارة، وقد خرجوا إلى الشوارع مطالبين بتغيير شامل. وقالت وسائل إعلام محلية ومصدر مقرب من وزير المالية اللبناني غازي وزني إن الوزير أعد خطاب استقالته وأحضره معه إلى اجتماع لمجلس الوزراء. ووزني من المفاوضين الرئيسيين مع صندوق النقد الدولي بخصوص خطة لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته المالية. واختتم مؤتمر طارئ للمانحين الدوليين يوم الأحد بتعهدات بتقديم مساعدات عاجلة قيمتها نحو 298 مليون دولار. غير أن الدول الأجنبية تطالب بالشفافية في توزيع المساعدات خشية كتابة شيكات على بياض لحكومة يرى شعبها ذاته أنها غارقة في الفساد. وقال مهندس اسمه جو حداد لوكالة رويترز إنه لا بد من تغيير النظام بأكمله، مؤكدا أن تولي حكومة جديدة السلطة لن يغير من الوضع شيئا. وأضاف أن البلاد بحاجة إلى انتخابات عاجلة. اقرأ أيضا: ضغوط متصاعدة في لبنان لإجراء انتخابات نيابية مبكرة لبنانيون يحطمون صورة الرئيس فعليا ومعنويا

مشاركة :