أسدل الستار على انتخابات مجلس الشيوخ.. دون أن يُعكر صفو العملية الانتخابية أى مشكلات.. فقد جرت الانتخابات فى أجواء وعُرس ديُقراطي عكس مدى ما تشهدُه مصر من استقرار وتقدُم ورخاء وازدهار مُنذُ قيام ثورة الثلاثين من يونيو ومُنذُ تحديدًا تولي فخامة السيد الرئيس الزعيم عبدالفتاح السيسي مقاليد الحُكم والسُلطة بجمهورية مصر العربية.. فانتخابات مجلس الشيوخ لعام ٢٠٢٠ هى الاستحقاق الدستورى الخامس فى أقل من ٦ سنوات دون أن يتم أي تأجيل أو إلغاء بسبب أي ظروف أمنية أو اقتصادية أو سياسية ورغم مايشهدُه العالم أجمع نتيجة تفشي فيروس كورونا.وقد أكدت انتخابات مجلس الشيوخ لهذا العام ورغم كُل الظروف غير الطبيعية والتي يشهدها العالم أجمع علي أن كل الممارسات والأعمال التى كانت تتحجج بها القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى التى تقوم بمراقبة الانتخابات فى مصر سواء من شكاوى التزوير وتسويد البطاقات أو التأثير على الناخبين والفوضى داخل اللجان والرشاوى وغيرها لم يعد لها وجود وأصبحت إرثا من الماضى البغيض سياسيا، فالنظام والانضباط والالتزام هو السمة المميزة لكافة اللجان الانتخابية وأشادت بذلك كافة المنظمات الدولية المعنية بمراقبة سير العملية الانتخابية. كما أثبت الشعب المصرى مدى الوعى الوطنى والسياسى على التمسك بحقه الدستورى فى الإقبال على اللجان والإدلاء بصوته وهى الظاهرة المستمرة منذ استفتاء دستور ٢٠١٤ وانتخابات الرئاسة والبرلمان ثم التعديلات الدستورية وصولا لانتخابات مجلس الشيوخ على الرغم من محاولات إشاعة مناخ من الإحباط والتيئيس والهجوم على هذه الانتخابات وجدوى مجلس الشيوخ سواء من وسائل إعلام معادية أو للأسف من سخرية بعض رموز النخبة المنكوبة فى عقولها وأفكارها.. ومع ذلك جاء الإقبال مقبولا ومعقولا جدا حسب ما شاهدناه.وما زاد المشهد إبهارًا أن الشباب والمرأة وكبار السن كانوا فى مقدمة الصفوف وطوابير الانتخابات أمام اللجان وهو ما يعنى حدوث تغييرا إيجابيا ملحوظا فى فكر هؤلاء وخاصة الشباب واستعادة الثقة المفقودة فى جدوى الانتخابات والمشاركة نتيجة تقليل بل إزاحة الفجوة بين الشباب والقيادة السياسية من جانب والشباب والحكومة من جانب آخر.. واهتمام الدولة الكبير بالشباب وتأهيله وتدريبه من خلال الاكاديميات الوطنية لإعداده لتولى دفة القيادة فى المستقبل القريب وهو توجه حقيقى للقيادة السياسية ويظهر جليا فى أحاديث وحوارات الرئيس السيسى مع الشباب فى مؤتمراتهم. ولقد كان إصرار الدولة على إجراء هذه الانتخابات فى موعدها رغم جائحة كورونا ورغم المحيط الإقليمى المُقلق والمتوتر والأحداث السياسية والأمنية فى المنطقة رسالة واضحة للعالم الخارجى بأن مصر دولة مستقرة أمنيًا وسياسيا واقتصاديًا وتمضى قدما فى عملية البناء السياسى باستكمال مؤسساتها الدستورية إلى جانب عملية البناء الاقتصادى والاجتماعي التى لا ولم تتوقف وهو ما كان له مردودا ايجابيا وطيبا على الاقتصاد الوطنى، وإشادة صندوق النقد به بالأمس القريب وتحقيق البورصة أرباحا سوقية مع بداية الانتخابات فى الخارج بقيمة ١١.٥ مليار جنيه وعودة السياحة واعلان الدول عودة خطوط الطيران إلى الغردقة وشرم الشيخ. ولقد كان توظيف التكنولوجيا والرقمنة فى إجراء الانتخابات كما حدث فى تصويت المصريين بالخارج هو بداية كما أعلنت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، لإجراء الانتخابات فى المستقبل القريب بالتصويت الإلكترونى بما يعنى أنه ربما تكون أنتخابات الشيوخ الحالية هى الأخيرة بشكلها التقليدى وتتبعها إنتخابات أخرى بالنظام الإلكتروني بما يعنى توفير جهود كبيرة ومبالغ مالية كبيرة يتم إنفاقها على ادارة العملية الانتخابية. فالتسهيلات التى أتاحتها الهيئة الوطنية للانتخابات للمصريين بالخارج، سواء من خلال التصويت عبر البريد الإليكترونى أو ما سبقها بتسجيل البيانات وإتاحة كافة المعلومات اللازمة إلكترونيا وصولًا بيومى الانتخاب من سهولة طباعة أوراق الترشيح عبر الموقع الرسمى للهيئة الوطنية وكذلك إقرار التصويت، تجسيدًا لمشهدًا مشرفًا لمصر، ساهم فيها المصريون بالخارج من خلال مشاركتهم الفاعلة ومؤشر حقيقى يؤكد قدرة الدولة المصرية فى التحول نحو التصويت الإلكتروني مستقبلا.وبالنظر إلى مؤشرات النتائج الخاصة بالانتخابات يُمكن التكهُن باكتساح القائمة الوطنية الموحدة بصفة عامة وحزب مُستقبل وطن بشكل خاص وهي نتاج لمجهود ضخم وعظيم من القائمين عليهم وكذلك أفرزت لنا شخصيات عظيمة تستحق بكُل جدارة التواجُد داخل مجلس الشيوخ الموقر.وفِي النهاية وجب توجيه التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة والشرطة ووزارة الصحة والعدل والقضاء المصري والهيئة الوطنية العليا للانتخابات على الجهد الكبير المبذول فى تأمين العملية الانتخابية واجراءها بمنتهى السلاسة والسهولة والراحة.. وتحيا مصر.
مشاركة :