احتمال الألم العاطفي يرتبط بالانفعالات وعوامل أخرى وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية (أن الألم المزمن يرتبط بالعواطف والانفعالات ويتسبب في ميل البعض إلى الإصابة بالآلام المزمنة، وأظهرت نتائج تصوير الدماغ ل 40 متطوعاً كانوا يعانون جميعاً من الآلام في الظهر حيث نشأ الألم نتيجة للرد العاطفي على الإصابة البدنية، وتتعلق هذه العملية بمنطقتين في الدماغ هما الجزء الجبهوي للقشرة المخية ومنطقة النوى المحاذية). بينما طرحت الكاتبة "جيل لندنفيلد" كتاباً سجلت نتائج اختبارات متواصلة لمساعدة الآخرين على تطوير المهارات العاطفية التي اكتسبتها بطرق اعتباطية على مدار عقود زمنية عديدة على حد قولها، حيث وجدت أن الجانب العاطفي عامل مهم في بناء الشخصية وأسلوب الحياة والعلاقات مع الآخرين، وهذه معلومة ليست بالجديدة فالكل يعي هذه الجزئية المهمة من حياة الإنسان لإنه كتلة من العواطف والانفعالات. وفي أحد أقسام هذا الكتاب ذكرت أن في بريطانيا العظمى، يتمتع البريطانيون بتقليد قديم هو احتمال الألم العاطفي ومواصلة الحياة نفسياً، وعلى الرغم من إصابتهم العميقة، بجراح عاطفية، يسألون أسئلة محيّرة مثل: أليست معظم دعاوى الألم العاطفي ذرائع مريحة لتجنب المسؤولية؟ وأليس من الأسوء أن نحيا حياة من السعادة السطحية التي لا لون لها ولا طعم؟ ونبقى على قيد الحياة مع هذا الألم؟ لذلك بعض الفروق حققت تميزاً لبعض الشعوب الأوروبية، ما جعلنا نلحظ أن الابتسامة نادرة على محيا البريطاني، وغياب المرونة في بعض تعاملاتهم الرسمية فمن نصائح "جيل لندنفيلد" أنه يجب تزويدهم بإستراتيجية علاجية تتوافق مع الأخصائيين في مجال تنمية الشخصية في المملكة المتحدة، وأساليب تساعد على رفع الروح المعنوية وبناء الثقة والتحكم في العواطف. فالجروح العاطفية تماماً كالجروح البدنية لا تندمل إلا إذا وجدت الرعاية الطبية المكثفة فمن الصعب نسيان الألم العاطفي مقارنة بالألم البدني، وكان من الواضح في السنوات الخمس الأخيرة سماع أزيز محرك الحرمان والعنف الأسري في المجتمعات النامية التي وصلت إلى نهاية عقيمة واستحوذت على العاطفة وكبلت جوانبها. وقال الألماني مايكل هوجسمان: الأخصائي في علم نفس الطفل انه من المرجح أن تكون أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى من الألم البدني ويمكن رؤية الجراح والكدمات، أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. ليس هناك حل آخر سوى خلق بيئة عاطفية سليمة تجعل الجميع ينعم بحياة طبيعية، فإذا كانت إدارة العواطف ناجحة ترى الأشياء الإيجابية مألوفة، والعوائق وماتشهده من تعثرات تكون أكثر اكتمالاً إن رأته سلبية، وبذلك نقول إنها قد كوّنت تحالفاً حقيقياً مع العقل ليحافظ على سيادة التشريعات كافة، فإن العلاقات الإنسانية تحتاج إلى سلطة منظمة وقاعدة محكمة ونفوس سليمة سوية ترى الحياة بمنظار العاطفة والعقل. فإن الصراعات الدائرة في العالم قد اختزلت العالم داخل أنانية مقيتة إثر مصطلحات متداخلة ومبهمة أنجبت أطفالاً كالدمى أكثر اكتساباً وأكثر تجانساً مشاعرهم محنطة، والتجربة الجديدة التي يعيشها الآباء تجاوزت الصورة الانفعالية وأثبتت أنه أبعد ما يكون عن عاطفته والبناء التربوي وتطور الإنسان.
مشاركة :