علاج التسويف - مها محمد الشريف

  • 2/11/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لن أخوض تجربة قديمة لأقدم موضوعاً مفصلاً عن التسويف، لأني أعد شرحاً موضوعياً عن أشياء تعتد بكيفية ذاتية أكثر أهمية من شكلها الظاهر، فلو قلنا سوف نعد المستندات اللازمة لدراسة تاريخ المجتمعات السابقة، وسوف نحدد الظروف الاقتصادية، وسوف نحول وسائل الإنتاج المحدودة إلى قوة منتجة جبارة بذلك نجد أن هذا التسويف لن ينتهي أبداً وسيستمر إلى مالا نهاية ودون نتائج إيجابية تُذكر، مما يجعل هذا الترابط ينطلق من حيازة واقع غير فاعل، وزعم غير مؤيد للقيام بأعمال كبيرة تحتوي على أشياء عظيمة تتسع للجميع، ويمكن أن نسمي ما قدمناه عملية عقلية تقلب التفكير إلى أخرى جديدة. ثم إن إحدى الطرق التي تتغلب فيها على التسويف، حسب ما جاء به مايكل هيبيل: (فهي تتلخص في ثلاث أسئلة بسيطة: ما المشكلات الأكثر في مجالك؟ هل تعمل على حل واحدة منها؟ لمَ لا تفعل؟ هذه هي واحدة من الصيغ البسيطة للغاية التي تحتاج قراءتها عدة مرات بلا (تسويف). فعندما يدور الكلام حول أماني جديدة يدير دفتها أي شخص في موقع مسؤولية، تبدأ بالتسويف وتنتهي بالبنود المبهرة والمذهلة وجودة في الطرح وتميز متقن، ثم تتزاحم تلك الأماني في حياة الناس، حيث يتم نقلهم من مجال إلى مجال آخر، وتستبشر الناس بهذا التنوع والاختلاف في السرد وبنود الملفات وكأن هذا المسؤول قد تخطى العقبات قبل بلوغها، ونفذ قائمة طويلة من الخدمات قبل أن تبدأ، وفي الحقيقة لا يتم تنفيذ إلا الجزء اليسير منها، ثم يسود الامتعاض من جراء النتائج المحبطة، التي أتت على عكس ما توقعه الفرد والمجتمع، وتتكشف العيوب، ولكن رغم تدني مستوى التفاؤل، إلا أن الجميع لازال يمارس الثقة على أمل دلالة أخرى تنسجم مع الطموحات، وتمتلك الأشياء كيفية بذاتها، بدلاً من قصة جميلة بين يدي قاص أو راوي يحكي للناس قصة المفاتيح - مفاتيح النجاح - التي وزعها بالتساوي على العامة، وقرب المواعيد النهائية ليفتتح تلك المشاريع التي تندرج تحت دائرته، وكأنه على مشارف الإنجاز، ويستخدم السنوات كتقويم ينزع الورقة تلو الأخرى بلا جهد يُذكر. ويستثمر ذلك المسؤول نجاحه من خلال الوعود التي سوّف كثيراً لها، فأصبح يمتلك صيغة مجردة، تدفع بالرواية إلى أقصى ارتفاع، وتتبعها أعين المتابعين حتى تصلبت شرايين الأعناق من كثرة التكرار والاستماع لها. فمن المدهش أن تملأ قائمة يومياتك بكل ما هو إيجابي رغم التذبذب الذي واكب خطط الإنجاز المأمول، لكي تدفعك نحو إستراتيجية تتناسب مع حياتك، وتحقق آمالاً عريضة لإعادة كتابة المستقبل بلا قيود أو وعود غير دقيقة. ولكن إذا تمت تلك الرواية الجميلة في الأذهان وفصلت الناس عن الواقع، وتجلت المفردات الرمزية في آفاق الكثير حتى رسمت في المخيلة كوكباً جديداً، أو عالماً مغايراً، تلك الكلمات التي اصطفت حروفها تباعا، فكان الغموض بمثابة مفتاح ضائع، نزع المعنى الحقيقي لأصل الهدف. وظهرت الصياغة الظاهرة منطقية وفي العمق أشياء كثيرة مبهمة. فمن أجل تقديم هذا الموضوع عمدت إلى توظيف الأدوار والقرارات عبر التسويف، وأشرت باختصار إلى الأولوية الواضحة التي ينبغي أن تكون وتعود إلى طبيعة الإنسان وتقبله لحاضره، وتطبيق فكرة هذه التساؤلات ليصبح الكل مسؤولاً عما يفعل دون أن ينتظر شرحاً مفصلاً في حال فشل أي مشروع حيوي ينتظره المجتمع بعد فوات الأوان، فرهن الحقيقة بالنتيجة وليست في التناقض الذي يحتكم إلى نتائج غير مألوفة. ومن ناحية أخرى يمكننا استخدام نظريات أكثر كفاءة لتحقيق أفضل النتائج، وأكثر أهمية بل أكثر تأثيراً على السلوك البشري، لإيجاد بيئة أعمق استقراراً دون شك أو خوف ولكي تمضي الحياة بلا تسويف أو استثناء.

مشاركة :