القيم والأخلاق، التى توارثتها الأجيال، وقد حملت لنا مواقف النبى الكريم صلى الله عليه وسلم نماذج كثيرة على دور القدوة فى بناء الأمة، لأن القدوة السبيل الوحيد الذى يحرك الجميع، فى جميع المجالات ومختلف الظروف القدوة تحرك الجبال، وتصحح المفاهيم وتوجه الشباب إلى النموذج الجيد فى كل مجالات الحياة، وهذا الذى ندعو إليه الشباب، ويجب عليهم كما أمرهم الله عز وجل فى القرآن الكريم «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» الآية (21) سورة الأحزاب، وهذه الآية الكريمة توضح منهج الإسلام فى بناء المجتمع على القيم والأخلاق، وأن تكون القدوة الحسنة هى النموذج الذى يسعى إليه الشباب، وكل ذلك بهدف رفعة وتقدم الأمة، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم أسس الدولة فى المدينة المنورة على القدوة، وقدم هذا النموذج فى القدوة، عندما كان يشارك المهاجرين والأنصار فى بناء المسجد، ولما رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، أنه صلى الله عليه وسلم يعمل بما يقول ولا يقصر فى حق ربه ولا فى حق أمته، سارعوا إلى الاستجابة إلى دعوته، وقامت الدولة فى المدينة وتحقق لها النصرانطلاقا من هذا المنهج الإسلامى نحث الشباب على أن يأخذ بهذه القدوة، وينظر للصحابة والتابعين، ولا يزال فى الأمة خير إلى يوم القيامة، فالعلماء والدعاة المخلصون موجودون فى كل زمان، ونطالب الشباب بالسير على نهج هؤلاء وألا يقصروا فى هذا أبدا، لأنه لا نجاح للشباب إلا إذا بحث عن القدوة فى سيرة هؤلاء السابقين، أما الذى يضعف الشباب فهو أنهم لا يرون القدوة الصالحة إلا فى النزر اليسير، ولا يبحثون عن النماذج المتميزة، ولذلك نقول للشباب إذا عز عليكم أن تجدوا القدوة فى المحيطين من الأساتذة والمعلمين، عليكم أن تبحثوا عنهم فى الأجيال السابقة، لأننا لا نعدم أبدا أن نجد القدوة فى كل مجال، وقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يوجد فى كل جيل، أو كل حرفة، أو كل وظيفة، من هو قدوة، ولو عم البلاء وعظم الخطب.. لأن الله سبحانه وتعالى يقيم الحجة بهؤلاء على هؤلاء، ولو قال إنسان رأيت الشباب فى عصرى فاسدين، سيقال له إن فلانا كان شابا ولم يكن فاسدا، إلى أن يرتفع الأمر ويقال له: أين أنت من يوسف؟ وكذلك الأغنياء إن عز عليهم أن يجدوا غنيا شاكرا، فليبحثوا عن سليمان عليه السلام، وكذلك المبتلون والمرضى فيقال لهم: أين أنتم من أيوب عليه السلام؟ وهكذا لا تعدم الأمة أن تجد قدوة، لكن القضية عدم البحث عن هذا القدوةالإسلام دولة قدوة، ودون القدوة لا تتقدم الأمة ولا تنهض، وهناك مفاهيم ومجالات كثيرة للقدوة، نريد أن تنتشر بين الشباب وتتوارثها الأجيال، فالوقف الخيرى من المجالات التى يجب أن تكون قدوة للأغنياء، لأن العقود الماضية شهدت نماذج متميزة للوقف قدمها الأغنياء، ووقفوا جزءا من أملاكهم لمصلحة الفقراء والمحتاجين، فهذا مجال قدوة للأغنياء فى عصرنا الحالي، كذلك القدوة تكون بالعمل الصالح والانتماء والبعد عن المظاهر التى تخالف تعاليم الإسلام، لأن حب الأوطان يعد جزءا من عقيدة المسلم، وعلينا أن نستفيد من سيرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد ضرب أروع الأمثلة فى حب الأوطان
مشاركة :