تسميم نافالني يضع روسيا مجددا في مواجهة مع الغرب | | صحيفة العرب

  • 9/3/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

برلين – أعلنت الحكومة الألمانية الأربعاء أن الفحوص الطبية التي أُجريت للمعارض الروسي أليكسي نافالني في مختبر تابع للجيش الألماني أظهرت "بالدليل القاطع" أنه كان ضحية تسميم بـ”غاز نوفيتشوك”. وتعيد عملية تسميم نافالني، المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الأذهان حادثة تسميم مماثلة للعميل السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا عام 2018 في بريطانيا. ولاقى خبر تسميم نافالني موجة استنكار دولية واسعة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان "أود التنديد بأشد العبارات بالاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول لمادة نوفيتشوك ". وأضاف هناك "أسئلة ملحة... من مسؤولية السلطات الروسية الإجابة عليها" مضيفا أن "فرنسا على تواصل وثيق مع السلطات الألمانية كما مع شركائنا لتنسيق الرد الواجب". واعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بدوره أن تسميم المعارض الروسي "مثير للصدمة"، مطالبا روسيا بالتحقيق في القضية. وأجرى مختبر تابع للقوات المسلحة الألمانية فحوصاً لنافالني الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين في أواخر أغسطس إثر نقله من سيبيريا. وكشفت الحكومة الألمانية أن هذه الفحوص أعطت “دليلاً قاطعاً على وجود مادة كيميائية عصبية سامة من نوع نوفيتشوك” لدى نافالني. وسارع مدير صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني إلى التأكيد بأن “وحدها الدولة الروسية قادرة على استخدام غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك. وكتب إيفان جدانوف في تغريدة أن “وحدها الدولة (جهازا “اف اس بي” و”جي ار يو”) قادرة على الحصول على نوفيتشوك. إنه أمر لا شك فيه”، وذلك في إشارة إلى جهاز الأمن الفدرالي الروسي وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية. واعتبرت الحكومة الألمانية “أنه لأمر صادم أن أليكسي نافالني كان ضحية اعتداء بمادة كيميائية عصبية سامة في روسيا”. وقالت إن “وزارة الخارجية ستُبلغ السفير الروسي بنتائج التحقيق”، مشدّدة على أن ألمانيا ستُبلغ أيضاً “شركاءها في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بنتائج التحقيق” ومضيفةً أنها “ستناقش رداً مشتركاً ملائماً مع شركائها على ضوء الإعلان الروسي”. وحذر رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إشينجر، من أن العلاقات الألمانية-الروسية وصلت إلى “هوة جديدة” بسبب واقعة التسميم المحتمل للمعارض الروسي. وقال إشينجر في تصريحات لمجلة “دير شبيجل” الاثنين إن “مصداقية روسيا تزعزعت بلا شك بسبب هجوم التسميم على سيريجي سكريبال في بريطانيا واغتيال شيشاني في المنفى في برلين وهجوم القرصنة على البرلمان الألماني "بوندستاج". وذكر إشينجر أن قانون الأقوى هو الساري في موسكو، موضحا أنّ “هذه للأسف النهاية، أيضا بالنسبة لفكرة الشراكة الاستراتيجية”. ومن المرجح أن تواجه روسيا عقوبات دبلوماسية بسبب حادثة التسميم، اذ أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الجمعة، إن ألمانيا مستعدة لفرض عقوبات دبلوماسية على روسيا إذا تبين أن أجهزة الدولة الروسية كانت مسؤولة عن تسميم المعارض أليكسي نافالني، أحد أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين. وأشارت ميركل إلى حدوث رد فعل مماثل في واقعة تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا، مضيفة أنه في ذلك الوقت طردت نحو 30 دولة حليفة للغرب دبلوماسيين روس. ألمانيا تتجه إلى فرض عقوبات دبلوماسية على روسيا ألمانيا تتجه إلى فرض عقوبات دبلوماسية على روسيا وتعتزم الحكومة الألمانية أيضاً “التواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية” التي تمنع استخدام المواد من نوع نوفيتشوك. من جانبها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن المعارض الروسي أليكسي نافالني كان ضحية “عمل حقير وجبان”. وكتبت في تغريدة على موقع تويتر "إنه عمل حقير وجبان ، مرة جديدة”، في إشارة إلى استخدام المادة التي تمّ تطويرها في حقبة الاتحاد السوفياتي، لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال عام 2018 على الأراضي البريطانية. وقالت إن “مرتكبي (هذا التسميم) يجب أن يُحاكموا”. أما بريطانيا فدعت روسيا إلى “قول الحقيقة” وجاء على لسان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أنه “من غير المقبول إطلاقاً استخدام هذا السلاح الكيميائي المحظور مرة جديدة”، في إشارة إلى استخدام المادة التي تمّ تطويرها في حقبة الاتحاد السوفياتي لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال مطالبا “الحكومة الروسية أن تقول الحقيقة بشأن ما حصل لنافالني”. وكان نافالني قد أصيب بحالة من الإعياء الشديد في 20 أغسطس الجاري ومازال في حالة غيبوبة في مستشفى “شاريتيه” في برلين، على الرغم من تحسن حالته. و"نوفيتشوك" أو "الوافد الجديد" هو غاز للأعصاب شديد السمية، تم تطويره في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. ويعتقد أن موسكو لم تكشف عن نوفيتشوك لـمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تشرف على معاهدة تحظر استخدامه.

مشاركة :