دائرة الضغوط الغربية تتسع وتحاصر موسكو بشأن تسميم نافالني | | صحيفة العرب

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - تحدّت روسيا التهديدات بفرض عقوبات غربيّة جديدة عليها في وقت تحوم الشكوك حولها على خلفيّة تسميم المعارض أليكسي نافالني، في حين طالب حلف شمال الأطلسي موسكو بالكشف عن برنامجها لغاز الأعصاب "نوفيتشوك". ووضع تسميم نافالني روسيا مجددا في مواجهة مع الغرب بعدما أكّدت ألمانيا وجود "أدلّة قاطعة" على أنّ أبرز خصوم "سيّد الكرملين" فلاديمير بوتين تعرّض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي طُوّر خلال الحقبة السوفياتية. وأبدى قادة غربيّون وأوساط في المعارضة الروسية قلقا بالغا حيال أوّل استخدام يتمّ الكشف عنه لأسلحة كيميائية ضدّ قيادي في المعارضة الروسية على أراضي البلاد، في وقت ينفي الكرملين أن تكون روسيا وراء ما حصل له. وقال ديمتري بيسكوف المتحدّث باسم بوتين إنّ موسكو ثابتة على موقفها. وصرّح ديمتري بيسكوف لصحافيّين "تم التفكير في كثير من النظريّات، بما فيها التسميم، منذ الأيام الأولى. بحسب أطبائنا، لم يتم إثبات هذه النظرية". من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "لا شيء لدينا لنخفيه". وذهبت شخصيّات مؤيّدة للكرملين للعديد من النظريات المفاجئة بما فيها احتمال أن يكون نافالني تعرّض للتسميم بأيدي الألمان أو أنه سمم نفسه. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته أنّه لم يرَ أيّ أدلّة حتّى الآن على تسميم نافالني، مضيفًا في الوقت نفسه أنّه ليس لديه سبب للتشكيك في ما قالته برلين التي تؤكّد أنّ لديها "أدلّة قاطعة" في هذه القضيّة. ترامب "سأكون غاضبًا جدًا إذا كان هذا هو الحال" ترامب "سأكون غاضبًا جدًا إذا كان هذا هو الحال" وقال ترامب في مؤتمر صحفي "بناء على ما تقوله ألمانيا، يبدو أن هذا هو الوضع.. سأكون غاضبا للغاية إذا كان هذا هو الوضع". وصرّح ترامب "لا أعرف ما حدث تحديدًا. أعتقد أنّه أمر مأسوي، إنّه فظيع، وينبغي ألا يحدث". وقال في مؤتمر صحافي "لم نرَ حتّى الآن أيّ دليل" على تسميم نافالني، متعهّدًا في الوقت نفسه بأنّ الولايات المتّحدة ستدرس هذا الملفّ بجدّية بالغة. وبشكل منفصل، التقى نائب وزير الخارجية الأمريكية ستيفن بيجون مع السفير الروسي أناتولي أنتونوف للتعبير عن "القلق البالغ بشأن النتائج التي توصلت إليها الحكومة الألمانية بأن زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني قد تسمم بغاز أعصاب كيميائي". وخلال الاجتماع الذي عقد في واشنطن، حث بيجون روسيا على التعاون في تحقيق دولي. وقال ترامب إنه يتوقع أن يتلقى تأكيدا حول القضية مما سيسمح للولايات المتحدة باتخاذ قرار بشأنها. وفي بروكسل، دعا حلف شمال الأطلسي إلى تحقيق دولي بشأن تسميم نافالني وطالب موسكو بكشف تفاصيل برنامجها لغاز نوفيتشوك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع طارئ عقده "مجلس شمال الأطلسي" أن جميع الدول متفقة على إدانة الهجوم "المروّع" الذي تعرّض له نافالني. وقدّمت ألمانيا، حيث يخضع نافالني للعلاج، إيجازا لباقي الدول الـ29 الأعضاء بشأن القضية بينما أشار ستولتنبرغ إلى وجود "إثبات لا شك فيه" أنه تم استخدام نوفيتشوك ضد المعارض. اقرأ أيضا: تسميم نافالني لا يوصد أبواب ألمانيا أمام مشروع نورد ستريم 2 وقال ستولتنبرغ إن "على الحكومة الروسية التعاون بالكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تحقيق دولي محايد". وطالبت فرنسا وألمانيا مجدّداً روسيا الجمعة بتفسيرات بشأن تسميم نافالني. كما طالبتا بـ"تحديد" هوّية المسؤولين عن الهجوم و"إحالتهم على العدالة". وأصرّ وزيرا خارجيّة البلدين، جان-إيف لودريان وهايكو ماس، في بيان مشترك على أنه "يجب تحديد هوية المسؤولين عن هذا العمل الشنيع وإحالتهم على العدالة". وشدّد ستولتنبرغ على أنّ عملية تسميم نافالني، التي تمّت في روسيا، كانت مختلفة كثيرًا عن الهجوم الذي تعرّض له سكريبال وتمّ على أراضي بلد عضو في الحلف. ودعا مسؤول الشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو في وقت سابق للتعاون مع تحقيق دولي بشأن عملية التسميم مشيرا إلى أن التكتل الذي يضم 27 دولة لا يستبعد فرض عقوبات عليها. واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استخدام سلاح كيميائي يعد أمرا "غير مقبول على الإطلاق في أي ظرف كان ويشكّل خرقا جديا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية". أما في موسكو، فرفضت محكمة شكوى تقدّمت بها مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد ضد ما اعتبرته عدم تحرّك المحققين، بحسب ما ذكرت المجموعة. وأفاد المحامي فياشيسلاف غيمادي الصحافيين "أعتقد أن هذا التقاعس غير قانوني وسأتقدم بطعن". بدوره، رأى رئيس مجموعة نافالني المناهضة للفساد إيفان جدانوف أن عملية تسميم المعارض تعد "فصلا جديدا" في الحملة الأمنية التي يشنها الكرملين على المعارضين، واتهم موسكو بالسعي لتجنّب تحمل المسؤولية. وأضاف "ستصور الدولة الروسية أكثر الروايات سخفاً، والأكثر حماقة لشرح ما حدث. هذه هي طريقتهم في العمل". وتسعى موسكو التي تتعرض لعقوبات غربية على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم، وتشهد تداعيات تفشي كوفيد-19 وانخفاض أسعار النفط، إلى تجنّب أي ضغط إضافي على اقتصادها.

مشاركة :