غياب الانضباط والتراخي في تطبيق الأنظمة والقوانين ومحاسبة المقصرين هي ظاهرة مشتركة بين دول العالم النامي، ومن أبرزها الدول العربية التي لا يمكن أن تتقدم حال استمرار مسلسل الإهمال وعدم تطبيق القانون. *** هذا النهج يتأذى منه المجتمع حين تمتد الممارسات الخاطئة للإضرار بالغير من خلال تصرفات غير مسؤولة لا تعطي أي اهتمام للأنظمة والقوانين بل تطلق العنان لتصرفات رعناء تجعل من الشارع مكاناً غير صالح إلا لمن يمارس الفوضى، أو يأخذ حقه بيده، أو يسكت طلباً للسلامة. *** لذا فجميل أن نرى التعامل الفوري والعاجل مع بعض الظواهر السلبية في الشارع السعودي وآخرها ما نُشر عن إطاحة شرطةُ جدة بمقيم إفريقي -بائع كبدة في منطقة البلد- بعد انتشار مقطع فيديو عُرف بـ«مقطع التونة» ، وهو يردد عبارات بذيئة خادشة للحياء أثناء فعاليات مهرجان جدة التاريخية غير مكترث بوجود عائلات وأطفال. *** هذا النهج سبقه أمثلة متعددة رصدها الإعلام بالتقصي والبحث، ثم الإيقاع بمتجاوزين للأنظمة والذوق العام. وهو ما يأخذني إلى الموقف السخيف الذي قام به كوميديان (الستاند أب كوميدي)، في احتفالات العيد بالرياض من خلال التلفظ بعبارات «خارجة» زاد من حدتها طلب أحد الآباء له بـ «انتقاء مفرداته» بسبب وجود أطفال، فتمادى في السخرية والتهكم! *** ورغم إيماني برسالة الفن وأهميته للمجتمعات، إلا أن الخروج عن الحياء العام ومحاولة تسفيه الغير ليس فناً .. ولاشك أن أمانات المدن، بعد هذا الموقف السخيف، ستتردد ملياً قبل اعتماد حفل فني جديد. #نافذة: [[رغم اعتذار أمانة الرياض، والذي ينم عن وعي بالقيمة الأدبية للاعتذار، إلا أن شروط السلامة في القادم من احتفالات مختلف مدننا ستبقى محل تساؤل.]] عبدالله صايل، اليوم: 24 يوليو 2015 nafezah@yahoo.com
مشاركة :