خارج التاريخ..!! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 3/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن تزييف التاريخ في مناهج تُدرَّس للطلاب بناءً على طلب أولياء أمور الطلاب، وعدم استساغتهم أو تأييدهم، أو لكرههم لشخصية تاريخية معينة؟! *** أعتقد أن إثارة هذا السؤال هو في حد ذاته أمرًا غريبًا ومستهجنًا، لكن وزارة التربية والتعليم المصرية قررت حذف اسم وصورة محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي، باعتباره أحد الحاصلين على جائزة نوبل، بعد أن كان موجودًا ضمن شخصيات عامّة فازت بالجائزة، وهما الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وعالم الكيمياء أحمد زويل. *** وأمام الانتقادات المتصاعدة لهذا العمل، لم تجد الوزارة المعنية ما تُفسِّر به هذه الواقعة؛ إلا بأنها حدثت بموافقة وزير التعليم السابق، وأن الوزير الحالى لم يعطِ أي تعليمات بحذف أو إضافة أي معلومات لهذه المناهج، أما المُبرر الأكثر سخفًا؛ فهو أن حذف اسم الرجل تم بناءً على طلب أولياء الأمور والمعلمين بسبب مواقفه العدائية ضد مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو.. فالطلاب «بيدرسوا حاجة ويسمعوا في الإعلام حاجة تانية»!! *** شخصيًا أعتبر أن محاولة حذف وتشويه تاريخ الملك فاروق، آخر ملوك مصر، كان أحد أبرز عيوب ثورة يوليو 1952، وقد أظهرت الوقائع لاحقًا كم ظُلِمَ الرجل وافتُري على تاريخه، ونفس الشيء حاوله البعض تجاه تاريخ عبدالناصر مُفجِّر ثورة يوليو، وكان الظن أن يُستفاد من أخطاء الماضي، وألا تتكرر نفس الأخطاء مجددًا.. لكن يبدو أننا لا نتعلَّم من أخطائنا، فنكررها بنفس سيناريوهاتها، وكأننا نعيش خارج التاريخ!! # نافذة: إذا أخذنا بمبدأ إلغاء الآخر لاختلافه معنا، فربما نفتح الباب مستقبلًا -دون أن ندري- لإلغائنا، وربما إلغاء التاريخ نفسه!!. nafezah@yahoo.com

مشاركة :