أكد محللون أميركيون أن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب سعى خلال جولته في الشرق الأوسط، خلال الأسبوع الماضي، إلى اغتنام فرصة الزخم الإيجابي، الذي أحدثته التحركات الدبلوماسية الإماراتية الأخيرة، والتي توجت بالتوصل إلى معاهدة السلام مع إسرائيل، محدثة تحول يدشن عصراً جديداً من التعاون والسلام في المنطقة والعالم. ولفتوا إلى أن المعاهدة تقدم نموذجاً ناجحاً يمكن الاستفادة منه في حلّ جميع الصراعات. وأكد المحللون أن كوشنر أجرى تلك الجولة، مدفوعا بـ «النجاح الكبير» الذي حققته زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك برئاسته إلى أبوظبي، يوميْ الإثنين والثلاثاء الماضييْن، وحظيت باهتمام إقليمي ودولي واسع النطاق. وأشاروا إلى أن المسؤول الأميركي الرفيع، يأمل في أن يؤدي نجاح تلك الزيارة، إلى تشجيع دول أخرى في المنطقة، على الإسراع بالانضمام إلى المسار السلمي، الذي مضت فيه الإمارات بشجاعة، من أجل «بدء حقبة جديدة من التعاون والتعايش بين شعوب الشرق الأوسط، على أساس الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية»، دون إغفال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وفي تصريحات نشرتها شبكتا «بلومبرج» و«فوكس نيوز» الإخباريتان في الولايات المتحدة، على موقعيّهما الإلكترونييْن؛ أبرز المحللون الأميركيون المؤشرات المتزايدة، على الحفاوة الكبيرة التي تحظى بها المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، والدعم الإقليمي الذي تلقاه من القوى الإقليمية المحورية. وأشاروا في هذا الصدد إلى سماح المملكة العربية السعودية بمرور طائرة شركة «العال» التي أقلت الوفد المشترك خلال زيارته التاريخية للإمارات، وهو ما أعقبه قرار اتخذته هيئة الطيران في المملكة، بالموافقة على طلب إماراتي، بالسماح للرحلات القادمة للدولة من مختلف دول العالم، بعبور الأجواء السعودية. وقال المحللون: «إن خطوات من هذا النوع تبعث الأمل، في قطع خطوات أوسع على طريق السلام الإقليمي»، مشددين على أن من شأن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية «تهيئة المناخ الملائم لظهور جيل جديد من القادة المؤمنين، بأهمية التحلي بروح التسامح والاعتدال، وبناء الجسور، لا الحض على العنف والكراهية». واستعرضوا ردود فعل دول منطقة الخليج المرحبة، بالتحركات الدبلوماسية الإماراتية الحالية، التي وُصِفَت بأنها «تشكل خطوة شديدة الأهمية، على طريق الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية»، خاصة وأن من بين مكاسبها المبكرة، حمل إسرائيل على وقف خططها المثيرة للجدل، لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية إليها، ما كان سيقوض حلم الفلسطينيين، في إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة. وفي تقرير مماثل، نشرته مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية، قال خبراء في شؤون الشرق الأوسط: «إن الأجواء الإيجابية التي تسود المنطقة، بفعل المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، وما أسفرت عنه من كسر الجمود الذي خيم على العملية السلمية لسنوات طويلة، تشكل مؤشراً على قرب حدوث «انفراجة دبلوماسية» أكبر على هذا الصعيد، خلال الشهور القليلة المقبلة. وشدد الخبراء على أن «المعاهدة دفعت الحزبيْن الرئيسييْن في الولايات المتحدة؛ الجمهوري والديمقراطي، إلى توحيد صفوفهما، للوقوف خلفها وإبداء الدعم الكامل لها»، مشيرين إلى أن هذا الإنجاز التاريخي «سيقود دولاً أخرى في المنطقة لا محالة، إلى اتخاذ خطوات مماثلة». وأكدوا أن تحركات على هذه الشاكلة، ستؤدي إلى «تجميد إسرائيلي لأي خطط مستقبلية، لضم مناطق في الضفة الغربية، ما يُبقي على إمكانية تطبيق حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية». ومن جانبه، شدد موقع «فورورد» الأميركي على أن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، تمثل «بداية تحول جذري هائل في الشرق الأوسط، يدشن فصلاً جديداً من التحالف والتعاون بين جميع دوله»، داعياً إلى السعي لتعميم هذا «النموذج الناجح» على الصراعات في مختلف أنحاء العالم، «لنشر السلام على نطاق واسع، وبناء روابط أقوى بين المجتمعات كافة». وقال الموقع إنه يتعين «الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية»، مشددا على أن المعاهدة تسمح «بطي صفحة عقود من الشكوك والارتياب».
مشاركة :