وصف خبراء ومحلون سياسيون، حديث الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، عن «الفرص الضائعة» في القضية الفلسطينية بأنه توضيح شفاف للحقائق، مؤكدين أن معاهدة السلام التي وقعتها الإمارات وإسرائيل من شأنها إيقاف نزيف هذه الفرص الضائعة. وأوضح الكاتب والباحث السعودي عبدالله العتيبي أنه آن الأوان لتشكيل «لجنة عربية دائمة» تحت مظلة الجامعة العربية، تتولى إدارة الملف الفلسطيني والتحاور وجهاً لوجه مع إسرائيل، لتفويت الفرصة أولاً على الأطراف المُتاجرة بالقضية الفلسطينية، ولتجاوز الفشل الذي رافق بعض القيادات الفلسطينية لزمن طويل. وقال العتيبي لـ«الاتحاد»: «أصبحت على المستوى الشخصي أكثر إيماناً بضرورة تغيير طريقة إدارة العرب لملف القضية الفلسطينية، وأقصد بالعرب، الحكومات العربية التي يهمها فعلاً إيجاد حلول نهائية للقضية الفلسطينية، تضمن للشعب الفلسطيني الوجود داخل دولته المستقلة وفق حل الدولتين، الذي يظهر ويختفي بين آن وآخر». وأشار الباحث السعودي إلى أن الأمير بندر كان شفافاً في حديثة، وغير متحفظ بالمرة، وهذا راجع ربما لكونه الآن خارج المسؤوليات الحكومية، وليس لديه منصب معين قد يفرض عليه نوعاً من القيود الدبلوماسية أو السياسية، وكان من الواضح أنه يتعمد التَبَسُط في الحديث لتصل رسائله بكل وضوح للشباب والشابات السعوديين الذين لم يسمعوا بهذه التفاصيل من قبل، ولم يكونوا على اطلاع بالأدوار التاريخية التي كانت تقوم بها قيادتهم السياسية في خدمة القضية الفلسطينية. وكان الأمير بندر بن سلطان، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، كشف في حديثه لقناة العربية، أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي لأي محادثات سعودية أميركية، لكنه أكد «أن فلسطين بالنسبة لنا هي فلسطين وليست برؤسائها». وشدد الأمير بندر، سفير المملكة السابق لدى واشنطن، على أنه لم يخرج مسؤول سعودي يتحدث عما كانت تفعله القيادات الفلسطينية؛ لأن السعودية هدفها خدمة الشعب الفلسطيني. ونوّه بأن القضية الفلسطينية ظلت تعاني إهداراً وضياعاً للفرص. من جانبه، قال الباحث السعودي في العلاقات الدولية فيصل الصانع: «إن الأمير بندر بن سلطان كشف، في حديثه، المتاجرين بالقضية الفلسطينية»، موضحاً أنه لا أحد يستطيع أن يتحدث عن تاريخ القضية الفلسطينية أفضل من الأمير بندر بن سلطان بحكم طبيعة عمله السابق. وأشار الصانع إلى أن الأمير كشف الحقائق في الدور التاريخي للمملكة العربية السعودية وقادتها تجاه القضية. وأشار الصانع لـ«الاتحاد» إلى أن حديث الأمير جمع بين الواقعية والمصداقية الغائبة عن الشعوب العربية بعيداً عن الشعارات؛ لأن الواقعية هي الحل لما تواجهه المنطقة، مؤكداً أن كلام الأمير صدم كثيرين بالحقيقة المرة التي غابت دائماً، في ضوء عطاء دول الخليج للقضية الفلسطينية بلا منة. ولفت الصانع إلى أن حديث الأمير بندر، بكل وضوح ومصداقية وشفافية عن العديد من الملفات، أغاظ الحاقدين وكشف حقيقة مواقفهم الكاذبة والمتلونة. وشدد الأمير بندر على أن حديث القيادات الفلسطينية بعد اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل كان «مؤلماً»، مشيراً إلى أن «تجرؤ القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول ومرفوض». وأكد أن دعم القضية الفلسطينية يكون بالمواقف والأفعال وليس بالشعارات والمزايدات، مشدداً على أن أكثر ما يؤلم هو ضياع الفرص الضائعة وما يتسبب به من مأساة، مؤكداً أن المتضرر الأول من ذلك هو الشعب الفلسطيني.
مشاركة :