كلنا نعرف الأمراض المعدية، ونتجنب حامليها، وهناك وسائل للوقاية منها، والشيء بالشيء يذكر، الإحباط مرض مُعدٍ، لايختلف عن بقية الأمراض، لأن المحبَط، لايرى في هذا العالم شيئاً جميلاً، وترى التشاؤم، والهزيمة، والإخفاق، كلها مكتوبة بين عينيه. التعساء الذي وصلوا للدرك الأسفل بدون رغبة حقيقية، وبظروف خارجة عن إرادتهم، هؤلاء يستحقون التعاطف والمساعدة، لكن المحبطين برغبتهم، أو بسوء تصرفاتهم، أو بسبب رعونتهم، أو بسبب نظرتهم التشاؤمية، التي حطَّمتهم، هؤلاء من يجب أن نحذرهم، فمن شب على شيء شاب عليه، والسبب معروف فالإنسان من الأنس، ومن عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم، والرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. أقرب اثنين ليوليس قيصر في حكم روما، كانا كاسيوس لينجوس، وماركوس بروتس، وهما من تآمرا للإطاحة به، واغتالاه غدراً، كاسيوس كان ناقماً، وبروتس كان وزيراً مخلصاً، ولكن بسبب التأثير السلبي، والوسوسة، والهواجس السلبية التي يصبها كاسيوس في أذني بروتس، كل يوم، انقلب بروتس، على قيصر، وقتله غيلة، ولما رآه قيصر قال كلمته المشهورة المسجلة في التاريخ وهو يحتضر مقهوراً (حتى أنت يابروتس). الحل الوحيد لكبح تأثير التعساء السلبي، هو الحجر الصحي عليهم، كل ماكان ذلك ممكناً، لأن الفيروسات لا ترى، وليس لها رائحة، وتنساب داخل المسام، بدون إنذار مسبق، وقبل أن تتنبه بأنك مصاب بالعودى تكون العدوى قد استفحلت في جسمك، وفي تفكيرك، وبالمقابل هناك عدوى إيجابية، تأتي من العظماء والناجحين والمتفائلين، وهي مفيدة، أحرص على مجالستهم. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون العاشر، الإحباط مرض مُعدٍ، ابتعد عنه، وعن أهله، قرب إليك فقط المتفائلين، والناجحين، ولا تقرب المحبطين، ولا حتى بهدف مساعدتهم، فالطبع يغلب التطبع، إنهم لن يتغيروا، ويظلون قادرين على إحباط غيرهم.
مشاركة :