د. شريف عرفة يكتب: عقل غير عقلاني!

  • 9/11/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحلو لنا وصف التفكير المنطقي بكونه عقلانياً.. دون أن ننتبه لكثير من العيوب التي تعتري تكويننا النفسي والمغالطات التي تقع فيها أدمغتنا.. وعلينا أن نحاول ملاحظتها وتحييدها كي نتحلى بالموضوعية وتكون قراراتنا أكثر عقلانية ومنطقية. كان «دانيل كانيمان» من أبرز من لفتوا الانتباه لهذه الحقيقة، في دراساته لعلم الاقتصاد السلوكي التي حاز لأجلها جائزة نوبل.. فقد بحث بشكل علمي جاد كيفية اتخاذ الناس قراراتهم الاقتصادية والعوامل المؤثرة في سلوكياتهم الاستثمارية، ليجد أنها غير منطقية وموضوعية بالضرورة.. فلو نظرت لمؤشرات البورصة مثلاً، ستجد أنها انعكاس للحالة النفسية للمستثمرين ومدى اطمئنانهم للاستثمار في شركة ما، أكثر من كونها مقياساً مالياً موضوعياً لجودة المشروع.. لهذا يهتم خبراء التسويق والدعاية بالترويج للمنتج عاطفيا أكثر من شرح أهميته وجودته منطقيا. في الحقيقة، تلعب المشاعر دوراً كبيراً في القرارات التي نعتبرها منطقية.. وفي أعماقنا ميل غريزي لاتخاذ قرارات غير عقلانية. فمن التحيزات النفسية التي تضللنا بها عقولنا، ميلنا للتركيز فيما يؤكد وجهة نظرنا الحالية وتجاهل ما يخالفها، وأن نعطي وزناً أكبر لوجهة نظرنا أكثر من آراء الآخرين.. وأن نقفز لاستنتاج معين دون توفر أدلة كافية، بناءً على الحدس والراحة النفسية لخيار ما دون غيره. لكن.. هل هناك حل؟ ينصح الخبراء ببعض الأمور.. ومنها: القرارات جماعية: لا تتفرد بالقرارات المصيرية، واستشر الآخرين.. رؤية الموضوع من أكثر من منظور سيضيء النقاط العمياء التي لا ننتبه لها. خذ وقتك في التفكير: اتخاذ قرار مصيري سريع بناء على الحدس، قد يجعله أكثر عرضة للخطأ، يشير كانيمان في كتابه الشهير «التفكير بسرعة وبطء»، لعدد من الأمثلة والأحجيات التي يعتقد القارئ أنها بديهية، لكنه يكتشف أنه أجاب إجابة خاطئة.. والسبب: التسرع. تجنب خطأ الإسناد الأساسي: تميل عقولنا لاعتبار الأخطاء ناتجة عن الآخرين وليس نحن.. تأمل مثلاً أي حادث سيارة، وستجد كلا السائقين مقتنعاً بأن الآخر هو المخطئ، تجاوز هذا التحيز وإدراك الأخطاء التي تقع فيها أنت نفسك، كي تستطيع التطور وتحسين قدراتك وقراراتك. فكر بحالات شعورية مختلفة: لا تتخذ قرارات مصيرية في وقت تغمرك فيه الفرحة.. فالسعداء غالبا ما يكونون متفائلين أكثر من اللازم ولا يلاحظون المخاطر المحتملة!

مشاركة :