د. شريف عرفة يكتب: عقلية تقبّل الضغوط!

  • 10/22/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كثيراً ما يُنظر للضغوط باعتبارها سبباً في الاحتراق النفسي وفي كثير من الاضطرابات العقلية والأمراض الجسدية.. فتراكم هرمون الإجهاد والتوتر «الكورتيزول» يدمر أجهزة الجسم ببراعة مذهلة تقصف العمر، لدرجة أن خفض التوتر باستخدام تدريبات التأمل والاسترخاء، يصل تأثيره العميق إلى درجة إبطاء شيخوخة الخلايا! لهذا نتحدث عن ضرورة مقاومة الضغوط، أو تعلم كيفية التعافي منها.. لكن هناك طريقة أخرى ليس لها شعبية كبيرة رغم فعاليتها، وهي تقبل الضغوط! في دراسة للباحثة «سامانثا باوستيان أنديردال» من جامعة فلوريدا ستيت، قامت مع زملائها بدراسة الضغط النفسي الذي تعرض له أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة أثناء جائحة كورونا، خصوصاً الذين شعروا أنهم على وشك الإغلاق نهائياً.. ضغط عصبي كبير كما ترى.. وجدوا أن الذين تغلبوا على هذا الضغط بكفاءة، هم الذين يتمتعون بـ «عقلية تقبل الضغوط». أي يعتبرون الضغط أمراً جيداً ومفيداً، ويتفقون مع عبارات مثل: «للضغوط آثار إيجابية ويجب الاستفادة منها» أو «الإحساس بالضغط يسهّل التعلم والنمو» أو «تؤدي الضغوط إلى تحسين أدائي وإنتاجيتي»... إلخ. تقول هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً في الدورية العلمية «جورنال أوف أورجانيزاشيونال بيهافيور» إن التفكير بهذه الطريقة، جعلهم: - أكثر مبادرة لحل المشاكل: يتفقون مع عبارات مثل: «واجهت مشرفي بالمشاكل التي نواجهها» و«أتابع مستجدات الجائحة» و«تحدثت إلى شخص حول ما أشعر به» و«أفكر في حلول مختلفة للمشكلة» … إلخ. - أكثر هدوءاً: لا يعانون من أعرض جسدية للاحتراق النفسي مثل الصداع أو الأرق أو الإرهاق الدائم... إلخ. - أكثر نمواً وتطوراً: يتفقون مع عبارات مثل: «اكتشفت أنني أقوى مما كنت أعتقد» و«زاد تقديري لقيمة حياتي» و«تعلمت الكثير عن مدى روعة الناس»... إلخ. - كما كانوا أقل لجوء لسلوكيات الهروب من المشاكل.. مثل النوم كثيراً أو انعزال الحياة أو اللجوء للطعام والتدخين والمهدئات أو عدم التفكير في المشكلة... إلخ. وهو أمر مثير للاهتمام إذا أردت رأيي.. فتأثير الضغوط النفسية ناتج فعلاً عن نظرتنا وتفسيرنا لها.. وكثيراً ما نرى أناس يعملون في ظروف عصيبة، لكنهم مبتسمون رائقو المزاج وكأنهم في نزهة.. والسبب أنهم يرون الأمور ببساطة تليق بما هي عليه فعلاً! بينما بعض الناس يعانون الهشاشة النفسية، يمارسون التفكير الكارثي ويجعلون من أتفه مشكلة حدثاً جللاً يخلق ضغطاً نفسياً مدمراً لصحتهم مفسداً لنفوسهم! لا مشكلة تستمر للأبد، ستمضي كما مضت غيرها، كي تأتي غيرها.. إنها دوامة الحياة التي لا تنتهي.. والبارع حقاً ليس من يناضل للنجاة من العاصفة.. بل من يستغلها ليقضي وقتاً ممتعاً في التزلج على الأمواج! أخبار ذات صلة كيف تزيد سلامك النفسي؟ د. شريف عرفة يكتب: النباتي والأسد!

مشاركة :