رمضان البيه يكتب: مظاهر الوحي الإلهي

  • 9/30/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

للوحي الإلهي مظاهر متعددة منها وحي التشريع وهو متعلق بالرسالات السماوية وهو وحي خاص بالسادة الأنبياء المرسلين المكلفين من الله تعالى بإبلاغ رسالاته لعباده وهو الوحي الذي كان بواسطة الأمين جبريل عليه السلام وانتهى هذا الوحي بتمام كمال وإتمام الرسالة المحمدية الرسالة الخاتمة للرسالات السماوية.وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال .. ( لا نبوة بعدي ) ..هذا ومن مظاهر الوحي الإلهي . ( وحي الإلهام ).وهذا المظهر  معناه أن الله تعالى يلهم من أراد من الخلق بما شاء ويلقي في قلبه ما يريده سبحانه ويرزقه فهم ما ألقاه .وهذا الوحي غير قاصر على عباد الله المصطفين فالله تعالى أوحى إلى النحل قال تعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون )..وأوحي سبحانه إلى السموات فقال سبحانه  ( فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها )  وألهم عز وجل كل الكائنات المبهمة كل ما يتعلق بدورها ورسالتها في الحياة ومن البشر المصطفين أم كليم الله سيدنا موسى عليهما السلام..(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )..وهذا المظهر من مظاهر الوحي قائم إلى أن تقوم الساعة فلله تعالى اجتباءات واصطفاءات من عباده إلى يوم القيامة وهو كما ذكرت لعباد الله المصطفين الأخيار من أهل ولايته ومحبته عز وجل. وفي الحديث يقول  النبي الكريم صلى الله عليه..( إن من أمتي لملهمين..وفي رواية لمحدثين وإن عمر إبن الخطاب لمنهم ) .هذا وهناك مظهر آخر من مظاهر الوحي الإلهي وهو الوحي المنامي أو وحي الرؤيا الصالحة وهذا المظهر دائم مستمر إلى قيام الساعة وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم.. ( لا نبوة بعدي وبقى لأمتي المبشرات..قيل ..وما المبشرات يارسول الله..قال..الرؤيا الصالحة وفي رواية الرؤيا الصادقة يراها العبد أو ترى له وهي جزء من ستة وأربعون جزء من النبوة ). وفي رواية فهي جزء من أربعين جزء من النبوة..وكلمة من النبوة إشارة إلى أنها من مشكاة أنوار النبوة ..هذا وهناك مظهرا آخر من مظاهر الوحي الإلهي وهو وحي التكليم المشار إليه بقوله عز وجل ..( وكلم  الله موسى تكليما )..ولننتبه هناك فرق بين الكلام والتكليم فالكلام بالنسبة للإنسان نطق له أدواته  من لسان وفم وحنجرة وغيرها وإذا تعطلت جارحة منها يتعطل ويتوقف الكلام فالكلام معوذ للأدوات .أما التكليم  فهو خاص بالله تعالى وهو بلا أدوات وهو خطاب رباني إلى القلب وصاحبه يفهم المراد من الخطاب تلقائيا دون تفكر ودون معاناة هذا وقد يقصر الفهم لدى البعض أن هذا المظهر من الوحي الإلهي قاصر على سيدنا موسى عليه السلام وهذا فهم قاصر وخاطئ.فهناك من أهل ولاية الله تعالى وخاصته من يقام في مقام الوقفة ويتلقى الخطاب وأعتقد أن هذا يلزمه شرح..ببساطة عندما يقام العبد في مقام المعرفة بعد الوصل بربه تعالى وتشرق أنوار المعارف الربانية على قلبه ولا يشغل بها ولا يلتفت إليها ويشغل نفسه بالمتجلي سبحانه وليس بالتجلي..أي يشغل بالمعطي سبحانه لا بالعطاء هنا تجذبه أنوار الحضرة ويقام  في مقام الوصل وحضرة القرب هنا يدخل في قول الله تعالى.. ( وأصطنعتك لنفسي ) .. ويقام في مقام التكليم وتلقي الخطاب الرباني..عزيزي القارئ هذا الكلام من علوم الفتح الرباني..فتح الله عليك وأنار قلبك ورزقك من علمه اللدني..يقول عز من قائل..(وعلمناه من لدنا علما..) هذا وهناك وحي خص الله تعالى به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهو وحي مباشر من الله عز وجل بلا واسطة وقد أشار الله تعالى إليه بقوله ( ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى ) ..

مشاركة :