مع تعدد جبهات الحرب في المنطقة التي تشعلها السلطة التركية الأردوغانية، ومع تزايد التركيز من قبل الإعلام العالمي على المرتزقة الذين يستخدمهم أردوغان . يسأل البعض ما هي طبيعة وماهية السلطة التركية الحالية التي تستخدم المرتزقة في تنفيذ أجندتها ومن هؤلاء المرتزقة هل وكيف أصبح أردوغان خليفتهم وسلطانهم، وهل استخدام المرتزقة في الحروب أقل تكلفة من كافة النواحي المادية والعسكرية والسياسية وكذلك تداعياتها؟ ولماذا لا يوجد موقف جدي حتى الأن من القوى الرئيسية سواءً في المنطقة وكذلك من القوى المركزية في النظام المهيمن؟ هل أردوغان في المحصلة أداة ينفذ ما يطلب منه من القوى المركزية في النظام العالمي الليبرالي وله هامش يتصرف فيه ومسكوت عنه ؟ لماذا حتى الأن لاتزال معظم دول المنطقة أو كلها مازالت تحافظ على علاقاتها مع سلطة أردوغان، وهل تفكر الدول في إنهاء علاقاتها التجارية والأمنية والسياسية والدبلوماسية مع خليفة المرتزقة وسلطانهم أردوغان؟ ولماذا مع كل التشويه والضرر الذي يلحقه أردوغان وإرهابيه بالإسلام مازال أغلب المؤسسات الدينية في المنطقة تلتزم الصمت حول أردوغان وممارسات مرتزقته ضد شعوب المنطقة ؟ مع بدايات القرن الثامن وصولًا للعاشر توافدت القبائل ذات الاصول التركية إلى المنطقة، وعندها وحتى يتمسكنوا ويتمكنوا ويعززوا من وقوفهم ومن مواقفهم ويسهل الأمور أمامهم دخلوا الإسلام وكانوا مرتزقة(جنود تحت الطلب وتحت السلاح) عند أمراء وولاة المنطقة عندها أيام العباسيين وبعدها دخلوا القصور وأروقة الحكم حتى أن أصبحوا لهم بعد مرور الأيام الكلمة العليا وشكلوا عدة إمارات بالتعاون مع شعوب المنطقة وعلى رأسهم الكرد ولعل ثلاث معارك هي ملازكرد وجالديران ومرج دابق فتحت لهم ربوع المنطقة خير شواهد. لكنهم أي السلطات ذات المشارب التركية كانوا ذي ثقافة إرتزاقية ونهب وسلب و حتى أن أحد السلاطين في بدايات دخولهم للإسلام قال أجمل وأكثر ما وجدت فائدة لنا في الإسلام هي "الجزية" طبعا كانوا يفهمونها على هواهم وكوسيلة لنهب وسلب الشعوب الأخرى، وعند اشتداد عودهم خانوا العهود والمواثيق وثقافة المنطقة وقيمها التي لا يفهمون منها إلا ما طاب لهم. شكل العثمانيون جيش المرتزقة ( الانكشاريين) من أطفال الشعوب الأخرى التي كانوا يحتلونها، وكانوا يستخدمونهم في أعتى المعارك. وكذلك أحدث السلطات العثمانية الوحدات الخاصة لتنفيذ الأعمال القذرة الخاصة للسلاطين ولعله يعتبر العثمانيون من أوائل من أوجد مفهوم القوات الخاصة خارج القوات النظامية أو يمكن أن تعتبره قسما أو وحدات مرتزقة خاصة. وفي القرن التاسع عشر أوجد السلاطين المعتوهون الألوية الحميدية(ألوية المرتزقة ) لقتل شعوب المنطقة غير التركية والذهاب إلى تشكيل تركيا النمطية ذات القومية الواحدة التي كانت من مهمة تنظيم الإتحاد والترقي الذي كان أحد أهم أدوات النظام العالمي لخلق النظام الإقليمي للتحكم بالمنطقة و ربط مصيرها بمصالح نظام الهيمنة والمستمر حتى الأن. مع تشكيل تركيا بحدودها الحالية من رحم إمبراطورية الجهل والظلام والتخلف الإمبراطورية العثمانية وذلك حسب اتفاقية لوزان١٩٢٣ م والقاهرة١٩٢١ م. تم النظر إلى السلطات التركية كسلطة مرتزقة تنفذ أدوار مفصلة ومحددة لها ضد شعوب المنطقة وقيمها وثقافتها وتاريخها وحضارتها من قبل نظام الهيمنة العالمي. تخلص الشعوب العربية وكذلك البلقان وجنوب القوقاز من العثمانيين كمحصلة لمصالح الإنجليز والفرنسيين والروس عندها وكنتيجة للحرب العالمية الاولى والثانية، لكن ظل أكثر من نصف الشعب الكردي وكذلك الأرمني والسرياني الأشوري واليوناني و البونتس وغيرهم ضمن تركيا الحالية واستمرت سلطات تركيا المرتزقة في إبادة هذه الشعوب وضرب قيم التقاليد الديمقراطية وقتلهم للشعوب والتنكيل بهم وتهجيرهم والقيام بالتغير الديموغرافي والتطهير العرقي بحقهم وهو مستمر حتى الأن أمام أنظار العالم . ومع انطلاق الشعب الكردي في مقاومته الأخيرة لهذه السلطات عام١٩٨٤م للحفاظ على وجوده وطلب حريته والعيش بخصوصيته وإدارة مناطقه، أوجدت السلطات التركية جيشا من المرتزقة اسمه " القروجين " وهو تنظيم عناصره حوالي ٨٠ ألف تابع للاستخبارات والجيش التركي من أبناء القرى ومن بعض أبناء العشائر في المناطق الكردية لضرب حركة المقاومة والحرية للشعب الكردي، وقد خير الجيش التركي أبناء القرى في باكور كردستان (جنوب شرق تركيا ) إما بالانضمام إلى القروجين أو بترك قراهم وأرزاقهم وبيوتهم والرحيل إلى الداخل التركي أو أوروبا أو أي مكان آخر ومازال "القروجين" مستمرين حتى اليوم في قتال الشعب الكردي وحركته التحريرية المطالبة بالحرية والديمقراطية . ومع تعاظم قوة حركة حرية كردستان لم تكتفِ السلطات التركية بداخلها بل عمدت إلى خلق مرتزقة من بعض الأحزاب الكردية في داخل تركيا وفي إقليم كردستان العراق وأقامت علاقات مشبوهة لاستخدامهم كمرتزقة لضرب مقاتلي حركة حرية كردستان وشهدت أعوام التسعينات مشاركة بعض الأحزاب الكردية كمرتزقة لتركيا في ضرب المقاتلين الكرد في إقليم كردستان العراق. ومع حرب الخليج الثانية وحتى إنهيار مفهوم الدولة القومية في شخصية العراق و سقوط صدام حسين وصولًا لأحداث " الربيع العربي" وجدت السلطات التركية الفرصة مواتية لخلق جيوش من المرتزقة . ومع انطلاق الأحداث الأخيرة لما قيل إنه الربيع العربي من تونس وصولا لمصر وثم إلى ليبيا وسوريا واليمن وغيرها. عمد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الإخواني إلى خلق جيوش من المرتزقة ولذالك جمع أغلب القيادات الإخوانية ودعمهم ومكنهم بالتعاون والتنسيق مع قطر وكون الإخوان هم الحاضة للتيارات الارهابية ظهر بين جيش مرتزقة أردوغان القاعدة وداعش ومازال حتى اليوم في إمرة سلطان المرتزقة أردوغان. ولعل لو دققنا في سوريا وأحداثها ستلاحظ أن منذ أشهر وأسابيع قبل بدء أحداث جسر الشغور كان تركيا تجهز المعسكرات والمخيمات بالقرب من الحدود السورية الشمالية والشمالية الغربية وذلك كان لدى السلطات التركية النية والرغبة والتخبط لجلب أعداد كبيرة من السوريين والعمل عليهم بعدة مناح، من يستطيع حمل السلاح لضمه لجيش من المرتزقة ولعل ما يسمى الجيش الوطني السوري الذي شكلته المخابرات التركية من الإخوان والقاعدة وداعش هو آخر إصدار في سلسلة جيوش تركيا الارتزاقية السورية. وذهبت تركيا إلى استخدام أهالي المرتزقة وأبنائهم وكذلك من اللاجئين السوريين وتجنيسهم حتى يكون لتركيا كلمة قوية في مستقبل سوريا ورسم معالمه وكذلك لضم أقسام من سوريا لتركيا اذا سمحت الظروف والمصالح الدولية. وكذلك أن أول تشكيلات أجسام المعارضة السورية بعد ٢٠١١ كانت تحت إشراف تركيا ومخابراتها حتى تكون لتركيا اليد العليا في المحافل الدولية عند سوريا ولعل مايسمى الائتلاف السوري المعارض وكذلك قبله المجلس الوطني السوري وكذلك هيئة التفاوض كلها عبارة عن مرتزقة سياسيين لأردوغان وحزبه ورغباته العثمانية والطورانية. ولو نظرنا إلى الصومال وإقليم كردستان والعراق وليبيا و سوريا واليمن ولبنان و حتى داخل تركيا في باكور كردستان (جنوب شرق تركيا ) وغيرها من أماكن التدخل التركي نرى أن السلطة التركية وعند فشل جيوشها المرتزقية تتدخل هي بجيشها وأسلحتها وطائراتها لمساعدة جيوشها المرتزقية. ولقد قال أردوغان عن المرتزقة السوريين أثناء احتلال عفرين أنهم مثل " الجيش الكلي التركي " أيام استقلال تركيا بمعنى أن تركيا تنظر لهذه المجموعات والجيوش والكتائب الارتزاقية على أنهم جنود العثمانية الجديدة وانكشاريه الجدد. وآخر فصول أردوغان اليوم وبالتأكيد ليس الأخير هو جلبه المرتزقة من سوريا وليبيا وإرسالهم إلى أذربيجان لمحاربة الأرمن ولإستكمال ما بدأه اجداده في إبادة الأرمن. إن الحرب التي أشعلت في الأيام الأخيرة في ارتساخ(ناغوني قرباخ) هي من طرف وتدبير ومشاركة وتشجيع السلطات التركية فهي تريد فتح جبهة جديدة في جنوب القوقاز وتكرار الاستانات مع روسيا واللعب على الحبال بين أمريكا وروسيا كما في ليبيا وسوريا والعديد من الأماكن . أردوغان وحزبه يأخذون المرتزقة ككرة ثلج كلما دحرجوها تكبر معهم وينضم مرتزقة جدد ، فأردوغان جلب الدواعش لسوريا واستخدمهم ضد الشعب السوري بكافة مكوناته وعلى رأسهم ضد الكرد السوريين وأوجد مناطق لهم بعد احتلال مناطق في الشمال السوري مثل عفرين وغيرها لتدريب وللانضمامات الجديدة للمرتزقة الجدد وهو يأخذهم إلى ليبيا وربما عدة دول وبعض احتلال تركيا لقسم من ليبيا أوجد كذلك معسكرات لتدريب المرتزقة تحت اسم قوات الأمن وجيش الوفاق الذي يسعى تركيا لتشكيله. ويقوم أردوغان الان بأخذ الألاف من المرتزقة من أماكن احتلاله في سوريا وليبيا إلى أذربيجان لإحتلال مناطق هناك وأيضًا لتشكيل مرتزقة جدد من الاذربيجانيين كما شكله في جنوب شرق تركيا وفي شمالي سوريا وشمالي العراق وليبيا والصومال والعديد من بلدان المنطقة والعالم. وعلى هذه الحالة لن تمضي شهور وسنرى مناطق ساخنة أخرى حول تركيا وفي المنطقة والعالم يتدخل فيها تركيا وسلطاتها وجيوشها المرتزقية الإرهابية (الملية_القوموية ) كما سماها أردوغان. ولو نظرنا إلى الداخل التركي سنجد أن أردوغان أوجد جيشا خاصا وموازيا كأي حركة للإسلام السياسي لخوفهم من المجتمعات لعلمهم بنفاقهم وكذبهم على الشعب ولعل ما فعله ما اطلق عليهم مؤيدو اردوغان في ذبح بعض العساكر ليلة الانقلاب المزعومة في تركيا أظهر وجه نوع مرتزقة خاص لأردوغان وما أوجده أردوغان عبر البرلمان ما سمى "حراس الليل " وكذلك ايجاده جهاز شرطة موازٍ مرتزق في إسطنبول التي فقد فيها البلدية المهمة كلها تأكيدات أن تشكيل جيوش المرتزقة مستمر داخل تركيا وخارجها. مع الحقيقة الساطعة للسلطات التركية الفاشية وأردوغانها ومرتزقتها الإرهابيين إلا أن ما نشاهده من صدور تقارير أممية خجولة وغير كافية عن ممارسات جيوش اردوغان الارتزاقية مثل ممارسات الجيش التركي و مرتزقة "الجيش الوطني السوري في عفرين وسري كانيه (رأس العين) و كرى يلي "تل أبيض". وكذلك رغم الاثباتات المختلفة بالصوة والصورة عن تحريك المرتزقة من قبل كبير المرتزقة أردوغان بالطائرات المدنية والعسكرية ورغم ما يشكله السلطة التركية الأردوغانية وانكشاريها المرتزقة من تهديد للأمن والسلم الدوليين وكذلك ما يشكله من خطر على استقرار شعوب ودول المنطقة. مع الأسف مازال الكثير من دول المنطقة وكذلك العديد من الأحزاب والمنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية لا تدرك خطورة تركيا التي أصبحت من أكبر التهديات للمنطقة والعالم وخصوصا للشعبين العربي والكردي الذي يرى أردوغان مناطقهم ودولهم وشعوبهم كميراث لأجداده سلاطين آل عثمان المقبورين. ومازال أغلب دول المنطقة والعالم إن لم نقل أغلبها على العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية والدبلوماسية مع السلطات التركية تحت حجج ومفاهيم غير مفهومة لشعوب المنطقة وأصبحت محل تساؤل واستغراب ودهشة. إن جدية المواقف الرافضة للسلطات التركية الأردوغانية وانكشاريها المرتزقة الارهابيين وادراك ذلك ليس بالبيانات المتكررة والتصريحات الإعلامية التي لا يقيم أردوغان اي وزن لها، بل يتبين ويتأكد هذه الجديدة في التواصل والتعامل مع الشعب الكردي وإقامة تحالفات معه ومع قواها الفاعلة و المقاومة التي تناضل بشكل يومي وبالنيابة عن شعوب المنطقة والعالم ضد السلطات التركية وهي تقدم الشهداء بشكل يومي من بنات وأبناء الشعب الكردي من قوات الكريلا(قوات الدفاع الشعبي HPG) من مناطق سرحد ووان وديرسم و إقليم بوطان والعديد من المناطق داخل تركيا إلى خاكورك وحفتانيين على الحدود العراقية_ التركية التي لا تنقطع العمليات التركية الأردوغانية ومرتزقتها فيها لاحتلالها . وهكذا يمكننا أن ندرك أن السلطات التركية الحالية ورئيسها أصبحوا ورشة ومتعهدا للمرتزقة ومن يسمع أردوغان وهو يهدد شعوب داخل تركيا والمنطقة ودولها وكل جوار تركيا والعالم .يعرف وبعد سماع القليل من خطاب أردوغان الذي يبتعد عن كل المعايير السياسية والأخلاقية والدينية يدرك أنه المرتزق الاكبر أو كبير المرتزقة وليس رئيس حزب أو دولة. وعليه فوقت إنهاء المرتزقة وكبيرهم يجب أن يكون قريبا وبسواعد أبناء المنطقة وبتحالفاتهم الديمقراطية التي ستنهي المرتزقة واحتلالاتهم من غرب ليبيا إلى ارتساخ إلى شمالي سوريا وإقليم كردستان العراق إلى باكور كردستان(جنوب شرق تركيا ) وعندها سينهي حتى مشغلو سلطان المرتزقة عمله ويطيحون به وينتقلون إلى مرحلة أخرى.
مشاركة :