مواطن يظهر في مشهد تناقلته مواقع التواصل الحديثة مهدداً بِـحُــرْقَــةٍ شديدة بالانتحار إذا لم تُــنْــقَــل زوجته المريضة في مستشـفى عَـرعَـر إلى إحدى المشافي المتخصصة، المغردون يتفاعلون مع مناشدته، ويُـطلقون (هاشتاقاً) في تويتر ينادي بسرعة تحقيق مطالبه العادلة .(الصحة) تتَـفَــاعل وتُسارع بالاستجابة لمطلبه؛ حيث تَـمّ معالجة وضع المريضة، ونقلها عبر برنامج (إحَـالَــتي)، وقد أكد ذلك المتحدث الإعلامي للصحة الدكتور خالد مرغلاني.وهنا إما أن يكون ذلك المواطن قد طالب بما هو ليس من حقوقه وفق الأنظمة والحالة الإنسانية؛ فكانت معاقبته واجبة.وإما أنه قد رفع صوته بما هو حقٌّ مكفولٌ لـه ولزوجته؛ فلماذا للحصول عليه يضطر لمَـمَـارسَـة التّـسَـول والاستجداء والبكاء والتهديد بالانتحار؛ لِـيُــصــبِــح الموت وسيلة للحياة ؟!. (وزارة الصحة) تحظى سنوياً بمخصصات مالية كبيرة من الميزانية العامة للدولة، وهناك توجيهات عليا لها بالاهتمام بصحة المواطنين في شتى أرجاء الوطن، ومع ذلك تبدو (الوزارة) مع إيماننا باجتهاد مسئوليها غير قادرة على الوفاء بواجباتها، ولاسيما في المحافظات التي يفتقد الكثير منها لمستشفيات متخصصة ذات إمكانيات مناسبة تـريح المرضى من التّرحال للمُــدن الكبيرة بحثاً عن سَــرير قَــد يطول انتظاره!! أجزم أن علاج أزمة الصحة التي من مظاهرها: (قلة المستشفيات المتخصصة، وتأخر المواعيد الطبية، والأخطاء الطبية) إنما يكون بـالتأمين الطبي (بَــلْــسَــم) الذي أوصَـت به دراسة أعدها أكثر من (400 خبير في الصحة والاقتصاد والتخطيط والشورى)، واستمرت لأكثر من سنة، ولكن ذلك البرنامج تأخر خروجه للشمس دون أسباب واضحة؛ رغم أن اقتصاديين أكدوا أن تطبيقه (كما في الكثير من الدول الكبرى) سيصنع خدمة صحية متميزة، وسَـيُـوَفّــر على الدولة أكثر من (38 ملياراً)، يمكن الإفادة منها في إنشاء أوقاف تسهم في دعم ومساعدة مَــن يعانون من أمراض مزمنة!!. أخيراً أرجو أن تقرر وزارة الصحة، وتُـعْــلِـن عقوبة كلّ مَــن يتأخر في إجراءات نــقــل أيِّ مريض يحتاج إليه؛ فأرواح المساكين غالية! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :