* تكررت حوادث التحرّش مؤخرًا، وستستمر في التناسخ، وسيندفع المنحرفون سلوكيًّا في ممارسته بكل وقاحة، طالما أمنت العقوبات الصارمة، وطالما نجد من يلتمس العذر للمتحرّش بين ملابس المعتدى عليهن. * تبرير الجرائم تشجيع لاستمرارها، وتسويغ لارتكابها، أيًّا كان سلوك الضحية من المستحيل أن يكون عقوبته «التحرّش». * لا يمكن أن يكون السفور والتبرج مبررًا للتحرّش، وإتاحة للأعراض أمام المتحرّشين، ومن أسوأ ما يمكن أن يروّج في هذه الحوادث صور الغرب المتحرر، والنساء يمشين آمنات بملابس بالكاد تستر العورة في شوارع، وعلى شواطىء تعجُّ بغير المسلمين، وفي بلاد الإسلام يقدم المسلم على التحرّش بمسلمة بكل القبح والتخلّف؛ على اعتبار أنها مرّت من أمامه بلباس أثار أقذر ما في نفسه! * في لقاء بأحد النشطاء السوريين لجزيل خوري على قناة العربية، قالت له: لم تتطلّع بي طيلة نصف ساعة خلال اللقاء، فقال: «لست موكلاً بحجابك، أنا موكل بغض بصري». متى يفهم المتحرّشون، ومَن يبرر سلوكهم الفظ أن ثمة مسؤوليات تقع على عاتق كل شخص، وأن كلاً سيُسأل عن نفسه وعمله، ولن يكون متاحًا يوم الحساب أن يبرر جريمته بسلوك ضحيته؟! * ماذا لو أن الشباب المتحرّشين جماعيًّا في «كورنيش جدة» بالفتاتين المتهوّرتين ابتعدوا عن المكان، وصدّوا عنهما، وقام أحد منهم بنصح الفتاتين كما لو كان مسؤولاً عنهما؟! * حين ننسى متاعًا شخصيًّا على قارعة الطريق، هل سرقته مباحة؟! في كل مرة يصدمنا قبح التحرّش، ووقاحة المتحرّشين، تزداد الحاجة لإنهاء إجراءات اعتماد قانون التحرّش، ومن ثم تفعيله، ونأمل بعد كل هذا الانتظار أن تكون العقوبات رادعة وعادلة، ومن شأنها حماية الأفراد من التجاوزات وتبعاتها النفسية والاجتماعية. في الحديث الشريف: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن»، توضيح لحالات اضطراب الإيمان وغيبوبة الوازع الديني التي تغشى الخاطئين حين يخطئون، وحين يغيب الوازع، ويضطرب السلوك، وتمرض النفس، وتبقى المسؤولية الجنائية قائمة، فالقاتل المخمور يقتل ولا يكتفى بتطبيق عقوبة السكر عليه، على اعتبار أنه قتل وهو مغيّب العقل، باستفزاز الضحية له بسلوكها الشخصي الخاطىء. * تزداد الحاجة لقانون التحرّش ووقاية المجتمع من الجريمة بالعقوبات الرادعة، وحماية للإسلام، والحفاظ على صورته في شوارع المسلمين وتربية للمتجاوزين. * في سورة يوسف عبرة ينبغي استلهامها في تربية الوازع الديني الذي يعززه الدين الإسلامي في تقوى الله حين تؤمن عيون الفضلاء، ولا يبقى إلاّ عين الله، فامرأة العزيز بالنفوذ، وتأمين المكان، وغلق الأبواب، وعرض نفسها على يوسف عليه السلام «هيت لك» ليقول «معاذ الله إنّه ربي أحسن مثواي، إنه لا يفلح الظالمون». @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com
مشاركة :