لا تغششوا الأطباء! | لولو الحبيشي

  • 8/28/2013
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

وجدت بقعة صغيرة في رأس طفلتها بلا شعر، فخشيت أن تكون مصابة بالثعلبة، سألت عن أفضل أطباء الجلدية، وحجزت موعدًا عند أفضل المرشحين، ودفعت أربعمائة ريال لينظر بعينيه (الكريمتين) موضع الإصابة ويشخّصها، فضفضت للطبيب الشهير عن مخاوفها من الثعلبة، فأيّد تشخيصها، ووصف لها علاجًا تبيّن مع الوقت أنه لم يُقلِّص البقعة، ولحسن الحظ لم يوسّعها أيضًا، لأن الحالة أصلاً لم تكن (ثعلبة)! (غدير) الطفلة التي كانت تلعب على سطح منزل أسرتها، وأصيبت بجرح غائر في ظهرها، شخّصه ذووها بإصابة جرّاء شظايا الألعاب النارية الكثيفة، وهو ما فضفضوا به لأطباء مستشفى الملك فيصل بالطائف، الذين أسعفوا (غدير) فورًا بتنظيف الجرح، وتقطيبه، وتأييد رواية ذوي (غدير) لتغادر (غدير) المستشفى، وتستمر الآلام وتزداد، وتلحّ والدة (غدير) على عرضها على الأطباء ثانية ليتكرّموا هذه المرة بعمل الأشعة، ويكتشفوا -حماهم المولى- أن رصاصة قد استقرت في بطن (غدير)، محدثةً الجرح الذي قطبوه! مؤكد أن حالات كثيرة يقدم فيها المرضى أو ذووهم على (تغشيش) الأطباء، وشرح توقعاتهم، والأطباء -حفظهم الله لصحتنا ولوزارة صحتنا- يروق لهم اختصار الأمور، وإنهاء المعاناة سريعًا، دون أن يضعوا احتمالاً واحدًا لجهل الناس بالحالة الطبية، فلا يُكلّفون أنفسهم عناء إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والشاملة للاطمئنان لصحة التشخيص، وصحة المعالجة وصحة الأدوية، والنتيجة مسلسل الأخطاء الطبية المستمر، حتى نكاد نتصوّر أنه سيأتي علينا يوم بدل أن نصف الأحداث الطويلة المملة بالمسلسلات المكسيكية سنصفها بمسلسلات الأخطاء الطبية، فهي فيما يبدو أطول وأكثر ضحايا وأعرض شهرة. ويبدو أيضًا أن الأطباء آمنون من التبعات الجنائية للتشخيص الخاطئ، ولا يتوقّعون أنهم قد يُعرِّضون أنفسهم للمساءلة الجنائية في حالة كحالة (غدير) التي يمكن قراءتها بشكل آخر؛ هي والحالات المماثلة على أنها تستر على جريمة! lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :