نحو ألق ثقافي / The Life of Adèle | ثقافة

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

شاهدت قبل أيام فيلم The Life of Adèle عن رواية Blue Is the Warmest Colour بقلم Julie Maroh، على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. مخرج الفيلم هو عبد اللطيف كشيش، Abdellatif Kechiche، مخرج وممثل، وكاتب سيناريو، تونسي/ فرنسي، ولد في تونس العاصمة، ثم ارتحل مع والديه إلى مدينة نيس الفرنسية، فدفعه شغفه بالفنون للدراسة في معهد الفنون الدرامية. سبق وأن أخرج كشيش في العام 2000 (خطأ فولتير)، كأول أفلامه الطويلة، ثم أعقبه بفيلم (المراوغة) في العام 2003، والذي نال جائزة سيزار، لأفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي، في مهرجان دبي السينمائي الدولي. ورغم أن الفيلم يستند على رواية فرنسية كوميدية بعنوان Le Bleu est une couleur chaude للروائية الفرنسية Julie Maroh، والتي نالت عنها عدة جوائز، فإنه من الواضح أن السعفة الذهبية قد كرست للشباب التونسي، وللثورة التونسية، ولكل من لديه طموح في أن يكون حرا، ويعبر عن نفسه بأسلوب حضاري بحرية كاملة! الرواية مكتوبة بأسلوب الـ Graphic Novel، ونعني نقدياً بهذا الوصف الاصطلاحي، القصة الخيالية، ذات الأحداث الهزلية الفكاهية المتسلسلة. يسرد الفيلم حكاية البطلة أديل Adèle ذات الــ 15 عاما، والتي تبحث كأي مرهقة عن فتى لأحلامها، ثم تلتقي بإيما، ذات الشعر المصبوغ باللون الأزرق، والتي تقلب حياتها رأسا على عقب، وتسمح لها بتأكيد نفسها كامرأة، لا كفتاة، عبر اكتشاف عالم الرغبات بشكل أكبر. كتب الناقد الإنكليزي Robbie Collin في صحيفة الديلي تلغراف، أن «The Life of Adèle يمتد نحو ثلاث ساعات، وكان لدي استعداد لأن أمضي سبعا أخريات من دون أن أشعر بالملل»، وذلك بالتأكيد «بفضل لا عاديته، امتلاءه بمشاعر الحزن والغضب والشهوة الممتعة». وغني عن البيان، أن الفيلم قد شكل صدمة لبعض النقاد، بسبب طول مدته، الأمر الذي قد يتطلب بعض الحذف والتحرير«Editing»قبل أن يتم عرض الفيلم في دور السينما الأوروبية للمتلقي العادي. من جانبه، وصف الناقد بالغارديان Peter Bradshaw في سياق مواز، بأنه فيلم «عاطفي حقيقي، وأمنحه أربعة نجوم من أصل خمسة»، في حين قال Stephen Garrett من نيويورك أوبزيرفر أن الفيلم «عبارة عن نجاح كاسح، وهو عمل كبير تسوده الصحوة الجنسية». ومن هذه الزاوية الجنسية، فقد كتب الناقدJustin Chang أيضاً للمجلة Variety أن الفيلم «يحتوي على الكثير من المشاهد الجنسية المتفجرة»، وهو سبب كاف – قطعاً – لأن لا يعرض الفيلم في أي دار عرض عربية! ومع الأسف سيحكم على الفيلم عربياً من زاوية المغالطات الجنسية، على اعتبار أننا نصرف دوما جهودنا وندور بصورة قسرية حول هذه المسألة، بدعوى نفيها، رغم أن تركيزنا المغلوط عليها، أبلغ دليل على اهتمامنا الجم بها! وأذكر، قبل أكثر من 10 سنوات ردود الفعل العربية على رائعة المخرج الأميركي Stanley Kubrick، فيلم Eyes Wide Shut، والذي وصفه معاصره الكبير Martin Scorsese، بأنه أعظم أفلام Kubrick، في ما تبادله شبابنا على أساس أنه «فيلم جنس»! * أستاذ النقد والأدب @Dr_criticism

مشاركة :