قيل الكثير عن المقاومة الكويتية العظيمة، لشعب عظيم، تحمل بشجاعة مواجهة أعتى قوى الاحتلال في العالم العربي، ما بين 2/ 8/ 90 و26/ 2/ 91.قيل الكثير أيضا أخيرا، عن أهمية عودة التجنيد الإلزامي بعد توقف استمر 16 سنة، وذلك بعد أن صادق مجلس الأمة في 2015، على قانون الخدمة الوطنية.وإذا نبارك هذه الخطوة التعبوية، متمنين نجاحها، وتكريس ثقافتها في مجتمعنا، فإن الاستفادة من بطولات شباب الاحتلال لا يقل أهمية عن الجانب التعبوي الممتزج بالبندقية.لقد أحيا الشعب الكويتي بطولاته في 2 / 8، تماما كما يتنفس آنذك، وامتزج بأرضه، ونزف ولم يزده النزيف إلا وعيا بعدالة قضيته، وإصرارا على المقاومة.كان الشعب الكويتي، قد تحول مثالا تستمد منه الشعوب المحيطة نموذجها، وهذا النموذج يجب أن يتم غرس ثقافته في قلوب الشباب الكويتي الذي سيخوض تجربة التجنيد من دون أن يعاصر تجربة الاحتلال التي مر عليها ربع قرن ونيف.أعترف أننا على المستوى المسرحي كنا ساكنين، ولم يكشف نشاطنا الفني بشأن الاحتلال، الدمامل الصدامية التي حولت شعبا مسالما إلى شعب امتزجت شؤونه اليومية بالقنابل والموت.تعاملنا مع قوى الاحتلال، لم يكن تعاملا جدا مميزا، على المستوى المسرحي، وهو ما يفرح الأعداء، الذين ما انفكوا يحرضون ضد الكويت جيئة وذهابا.إن إحساسهم بالمرارة، أمام أي خطوة تزيد منعتنا وصلابتنا، وتساعدنا على تعميق وعينا بقضايانا، لا يقل عن ذلك المرتبط بالتعبئتين الثقافية والمسرحية، علاوة على العسكرية الوطنية بالتأكيد.كما أن اقتصار العمل الفني على نبش المظاهر الحسنة قد ينتهي إلى دعائية غير مقنعة؛ إذ ليس هناك من نموذج وطني في حياتنا، فلننم لأن كل شيء حسن من حولنا.وما عودة التجنيد الإلزامي، إلا تعزيز للقدرة الفذة لدى الشعوب على المقاومة، ولكن حتى تكتمل، فإنه يجب أن توازيها قدرة مثيلة على نشر ثقافة المقاومة التي تقود إلى التقدم؛ فما المقاومة إلا بناء، وما البناء إلا مقاومة، وما الثقافة إلا تعبئة لا تقل أهمية عن كل العمليات والجهود الوطنية الأخرى.* أستاذ النقد والأدبaliali2222@hotmail.com
مشاركة :