دور المتغابي | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الصينيون، تمسَّح بمسوح الحمَل الوديع حتى تقتل النمر المفترس، فالصياد يلبس مسوح الحَمَل، فيحسبه النمر حَمَلاً فيتجه نحوه ليفترسه، فيعاجله الصياد بطعنة مميتة، ويقضي عليه، وفي عالم القوة والسياسة، قد تكون هذه الحيلة الصينية مفيدة. لاشيء يرفع الإنسان مثل قولهم عنه أنه ذكي لمّاح، ويزداد الإنسان سعادة، عندما يعلم أن الناس تتحدث عن هذا الذكاء وهذه الألمعية المتميزة، ومع ذلك قد يصف الإنسان نفسه بغير ذلك، لهدف محدد، يقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه (لست بالخبّ ولكن الخبّ يخدعني). وفي الشعر العربي، ليس سيد قومه الغبي، ولكن سيد قومه المتغابي، والتغابي هو تعمد الغفلة تكرماً، وترفعاً عن سفاسف الأمور. في قصة طريفة، في القرن التاسع عشر بالولايات المتحدة، تم اكتشاف منجم الماس في سان فرانسسيكو، حيث ادعى رجلان أنهما اكتشفا المنجم، فاهتم وزير المالية بالأمر، وأصر على شراء حقوق الاستثمار منهما، وأخذ عينة الألماس إلى معمل متخصص في نيويورك، الذي أثبت صحتها، وتظاهر الاثنان بأنهما رهن إشارة الحكومة، وتم تعويضهما بمبلغ 700 ألف دولار، وبعد ذلك، تم اكتشاف أن المنجم مجرد وهم، ولم تحصل الحكومة الأمريكية على قطعة ألماس واحدة منه. #ثمان_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الواحد والعشرون، العب دور المتغابي لتقضي على الأبله، لاأحد يحب أن يوصف بالأبله ولكن الحرب خدعة، تظاهر بالتغافل ليأمنوك.

مشاركة :