2 + 2 = ؟ | مقالات

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذا الزمن انقلبت المعايير فمن يتصدر مجالس القوم اليوم هم من يتقربون كذباً لأصحاب الشأن إلا من رحم ربي، فيزينون حياتنا السياسية أمامهم من أننا نعيش في رغد من الحياة بلا مشكلات أو مظاليم ويقلبون الحقائق أملاً في الوصول إلى القبول والرضا لديهم، وإذا ما تحقق ذلك فإن أرصدتهم الدنيوية ترتفع، فيصبحون من المقربين وممن يستحقون الموافقة على جميع طلباتهم بعد أن يستحوذوا على مصباح علاء الدين بـ«المارد» ويصبح تحت إمرتهم «وشبيك لبيك خادمك بين إيديك»! الجانب المؤلم في هذه الحسبة التي أصبحت لدى البعض قاعدة يقتات منها ليصل لمراده أن الصادق الأمين هنا أصبح مسكيناً ومنبوذاً، وفي حسبة هذا الزمن (مغفلاً) لا يعرف من أين تؤكل الكتف فيجد نفسه غريباً في مجتمعه معزولاً عن أصحاب الشأن إلا من محبيه ممن لا يحرصون على زيارة (دواوين) النفاق والمجاملات والكذب على بعض، لذلك يبقى في مقر عمله الحكومي «مكانك راوح»! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تأتي على النَّاسِ سَنواتٌ خدَّاعاتٌ يُصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويؤتَمنُ فيها الخائنُ ويخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ الرُّوَيْبضة قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ: الرَّجلُ التَّافِهُ يتَكَلَّمُ في أمرِالعامَّةِ). يقول أحدهم مدللاً على هذا الوضع الاجتماعي المتفاقم في زمن المصالح واللف والدوران وانقلاب المعايير بين الخير والشر (سأل مدير ثلاثة موظفين في العمل هل (2)+(2)= (5)؟ أجاب الأول: نعم يا سيدي = (5) فيما أجاب الثاني: نعم يا سيدي = (5) إذا أضفنا لها (1)!، أما الثالث قال: لا ياسيدي خطأ فهي = (4)! وفي اليوم الثاني لم يجد الموظفون زميلهم الثالث في العمل، وبعد السؤال عنه علموا أنه تم الاستغناء عنه! فتعجب نائب المدير وقال للمدير يا سيدي لما تم الاستغناء عن الثالث؟ فرد قائلاً: فأما الأول فهو كذاب ويعلم أنه كذاب (وهذا النوع مطلوب)! أما الثاني فهو ذكي ويعلم أنه ذكي (وهذا النوع مطلوب)، وأما الثالث فهو صادق ويعلم أنه صادق (وهذا النوع متعب ويصعب التعامل معه)! فسأل المدير نائبه: والآن هل (2)+(2)= (5) فقال نائبه: سمعت قولك يا سيدي وعجزت عن تفسيره فمثلي لا يستطيع تفسير قول عالِم! فرد المدير قائلاً: وذلك النوع منافق (وهذا النوع محبوب)! **** على الطاير: - مع الاسف (2)+(2) يساوي (5) معادلة حسابية صحيحة...! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم! bomubarak@hotmail.com Twitter: @Bumbark‬

مشاركة :