بعد اثني عشر عاماً يعود (مَـعْـرِض جــدّة للكتاب) للركض من جديد في الساحة الثقافية في ديسمبر القادم، ولكن هذه المرة سيحضر وهو يحمل صفة (الدولية) بامتياز، ليكون شقيقاً تَـوأماً لـ (مَـعْــرِض الرياض)، الذي أثبت في دوراته السابقة التي شهدت حضوراً مكثفاً، ومبيعات حققت أرقاماً قياسية بأن (الكتاب الورقي) مازال واقفاً راسخاً في عَـالَـمـنا الإلكتروني، وأن المجتمع السعودي نَـهِـم في اقتناء الكتب على اختلاف فنونها.ولأن المنطقة الغربية من المناطق الرائدة في مجالات المعرفة أجزم بأن هذا (الـمَـعْـرِض) سيكون ناجحاً وفاعلاً في تحريك المناخ الثقافي.ولذا الأمل والطموح في اللجان المنظمة له أن تبدأ من حيث انتهى (مَـعْـرِض الرياض) الذي أصبح له مكانة مرموقة عالمياً سواء في التنظيم أو في الفعاليات المصاحبة.وهنا أقدم بعض المقترحات السريعة، ومنها: أن يكون للمَـعْـرِض هَــوِيّـة تتلاءم مع إرث وتاريخ (جــدّة).وأن تُـجْـعَــل له قضية ثقافية عامة، تتمحور حولها المناشط والبرامج، يكون لها جناح خاص من المطبوعات العربية والأجنبية، وتُـعَـدُّ أوراقُ عَـمَـلٍ حولها؛ ولعل من القضايا التي يُـنادي به واقع اليوم (تجديد الخطاب الثقافي بين مواكبة مستجدات العصر، ومحاولة هـدم الثوابت).أيضاً يمكن لـ (الـمَـعْــرِض) أن يختار ضمن ما صَـدر فيه (كِـتَـاب العَـام) يُـكَـرَّم مؤلفه، وتقام حوله ندوة، مع تبني إعادة طباعته!ومِـن تلك المقترحات: إطلاق جائزة للمؤلفين الـشَّــبَـاب لتشجيعهم وتحفيز غيرهم، وكذا تَـبَـنِّـي تكريم إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة الرائدة في دعم ونشر الثقافة، وربما (شركة أرامكو) لها الأولوية في هذا المجال!أما الأهَـم فأرى أن يتميز (المَـعْـرِض) باستهداف ذوي الاحتياجات الخاصة واستقطابهم من خلال فعاليات تهتم بهم وتراعي متطلباتهم، مع أجنحة لمؤلفات ورقية بلغة برايل، وإلكترونية مناسبة لهم على اختلاف احتياجاتهم!وفي هذا الإطار لعل من المناسب استثمار الكثافة الجماهيرية المتوقعة في إطلاق حملات للتبرع بالـدم والأعضاء، وكذلك تخصيص نسبة من المبيعات لدعم جمعيات رعاية الأيتام.أخيراً مع ثقتي الكاملة بقدرة وزارة الثقافة والإعلام وإمارة منطقة مكة المكرمة على النجاح في تنظيم معرض جدة الدولي للكتاب لعام 2015م أطمح أن تمنح الفرصة لأبناء المناطق والمحافظات لزيارته من خلال تنظيم رحلات له بالتعاون مع خطوط الطيران وشركات النقل البري. aaljamili@yahoo.com