يزعمون بأنهم بلد الحريات فمن حق الجميع التعبير عن رأيه وعلينا أن نحترم كل الآراء. فهذا هو مفهوم الحرية من وجهة نظرهم، ولن أتناول اليوم الحرية كمصطلح وأقوم بتحريره وتصحيحه ولكن دعوني أتفق معهم فيما يدَّعون وأسلم لهم بما يقولون، وسوف أطرح سؤال عن أي حرية تتحدثون؟! ألم يجتمع ثلث سكان العالم-أكثر من مليار ونصف مسلم- على رجل واحد هو النبي محمد ﷺ، فكيف لكم أن تهينوه؟! كيف لكم أن تسلبوا الحرية من ثلث سكان العالم مع أنكم تنادون بحرية التعبير عن الرأي؟. فأي رأي يناهض هذا الاجتماع العالمي على رجل واحد. ثم إنكم تحاولون مرارًا وتكرارًا توحيد صفوفكم، وجمع كلمتكم على رأي واحد ولم تفلحوا، فأي شخصية هي تلك الشخصية التي تجمع ثلث سكان العالم عليها بعد ألف وأربعمائة واثنان وأربعون سنة من وفاته. إن دل هذا فإنما يدل على عظمة هذا النبي الكريم ﷺ وسماحته، فهو لم يخترق القلوب بسيف أو سلاح، إنما اخترقها بلينه ورحمته. إن المتتبع لسيرته يجده أكثر الناس عفوًا عند المقدرة ، وأكثرهم رحمة بالضعفاء والمساكين، يجده أول من أقر مبادئ الإنسانية والسلام بين البشر أجمعين. نبينا محمد ﷺ علمنا حرية التعبير لكن مع أدب الحديث، فكما أصلي على سيدنا محمد، أسلم على سيدنا موسى وعيسى فلا نذكر أسمائهم إلا ونعقبها بالتسليم. فأتوني بدين يقدر الحرية ويعطيها حقها كما قدرها نبينا الكريم.
مشاركة :