من أقدار الله والرضا بالقضاء والقدر، ورغم كل الإجراءات الاحترازية والبرتوكولات الصحية التي اتبعتُها منذ بداية اجتياح هذه الأزمة، والحرص الدائم والمتابعة الشديدة لكل التعليمات والتحذيرات الصادرة من وزارة الصحة، رغم كل ذلك أصبت بالفايروس من أقرب الناس اليَّ مكانة وقدراً وقُربَى، هي والدتي حفظها الله ورعاها التي تزاملنا معاً في رحلة مكافحة الكورونا خلال الأسبوعين الماضيين، والحمد لله على كل حال رغم أن والدتي اضطررنا الى إدخالها المستشفى لعارض صحي مصاحب لأعراض كورونا وقد تكون هذه الأعراض هي السبب الرئيسي في كشف الالتهاب المزمن لديها. الحمد لله الذي نمن له بالفضل والشفاء أولاً وأخيراً، ولكن كان لابد أن أروى لكم رحلة علاج والدتي في مستشفى الملك فهد العام بالمدينة المنورة بدءاً من الاستقبال في طوارئ المستشفى والذي أصبحت معالم مبانيه القديمة متغيرة ومتطورة الى فريق العمل من الكادر الصحي الذي قام بالإجراءات اللازمة في وقت قياسي وصولاً الى الفريق الطبي المختص والمتميز بقيادة المدير الطبي بالمستشفى، حتى إجراء الأشعة التداخلية من قبل الطبيب المختص، في رعاية وعناية مميزة مغايرة للصورة القديمة التي اعتدنا أن نراها بين جنبات هذا الصرح المعمر، والحمد لله على اهتمام حكومتنا الدائم بهذه المرافق الطبية الهامة والاهتمام بصحة المواطن وجعله الأولوية قبل كل شيء. أما عن رحلتي الشخصية مع كورونا فلقد قضيتها كما قال الكتاب بالالتزام بالتعليمات المنزلية والوصفات العلاجية المحددة من رقم هاتف الوزارة المختص بالحالات 937 وكذلك تناول بعض الأغذية المساعدة مثل العسل والحبة السوداء والعصيرات الطازجة والدافئة، والحمد لله تم تجاوز الأيام الصعبة بفضل من الله ودعاء ودعم المحبين والأصدقاء الذين غمروني بمتابعتهم عن حالتي وكذلك عن حال والدتي بشكل دائم ويومي، وهذا الدعم الايجابي هو ما يحتاجه الإنسان دائما لتخطِّي صعاب الحياة وعقباتها، ورغم تخوفي الكبير في مواجهة أزمة كورونا والتصدي لها إلا إنني اكتشفت بأن الخوف والهلع الذي ينتاب الإنسان منها أكبر من المرض نفسه وبإذن الله نستطيع تجاوزها بالثقة الكبيرة بالله ثم بالعزيمة والإصرار والتفاؤل بالأفضل دائماً. بقي لي أن أكرر شكري وتقديري لكل من قام برعايتي خلال رحلتي ولرجال الصحة بالتجمع الصحي وبالمديرية وبالمستشفى من أطباء وقياديين وإداريين وفنين وممرضين ومنسقين وزملاء كرام وأقرباء وأصدقاء بمعنى الكلمة وأحباب وحتى أغراب، ولكل من أتصل بي أو أرسل لي رسالة اطمئنان أو قدم لي مساعدة شخصية أو وصفة طبية أو حتى وصفة مجربة، أو دعا لي ولوالدتي بالسر أو العلن، أن يجزيكم الله عنا خير الجزاء ولا يريكم مكروهاً ويحفظكم من كل شر بإذنه تعالى.كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :