يظهر مصطلح الإدارة العشوائية في المنظمات التي لا تعتمد على سياسة أو استراتيجية معينة في إدارة شؤون أعمالها وأنشطتها، ولا تعتمد على لوائح أو أنظمة داخلية وجل أعمالها تعتمد على الاجتهادات الشخصية والارتجال في إصدار القرارات المتلاحقة والمتكررة من قبل القائم على أعمالها. وظهور هذا المصطلح في أي بيئة عمل هو دلالة على انعدام التخطيط أو محدوديته، وبالتالي سوف تكثر فيها التخبطات الإدارية المختلفة وتزداد الأمور الشخصية التي تحرك القرار نحو هذه المصالح وسوف يُرى ذلك واضحاً من خلال تدني النتائج التي تحققها هذه المنظمات العشوائية سنوياً. أي عمل إداري لا يقوم على خطة معدة سابقاً قد ينجح وقد يفشل، ولكن احتمالية الفشل سوف تكون أكبر والسلبيات التي تنشأ من عدم وجود التخطيط سوف تكون محفزاً كبيراً لهذا الفشل ، فالعشوائية قد تكون اختلالاً أو انحرافاً أو حالة مرضية لا ننتظر منها أي نتائج، وحتى إن حققت أي نتائج فسوف تكون ذات تكاليف مرتفعة ترهق كامل بيئة العمل مالياً وبشرياً. ولعل ما يرادف الأداء العشوائي مصطلح «تأثير الكوبرا»، إذ إن هذا المصطلح يستخدم لتوضيح الحلول الخاطئة أو غير المقصودة في الإدارة، وخاصة عندما يريد متخذ القرار أن يحل مشكلة ما فيزيد المشكلة وتتحول الى أزمة، وربما تصل إلى مرحلة الكارثة لا قدر الله، وظهر هذا المصطلح من خلال قصة حدثت فترة الاحتلال البريطاني للهند، وعانت الحكومة البريطانية من زيادة أعداد ثعابين الكوبرا السامة، لذلك عرضت الحكومة مكافأة لكل ثعبان كوبرا ميت، فكانت هذه الإستراتيجية ناجحة في البداية وتم قتل أعداد كبيرة من الكوبرا من أجل المكافأة، ولكن في نهاية المطاف بدأ الناس بالمغامرة وتربية هذه الثعابين من أجل تحسين الدخل، وعندما أدركت الحكومة ذلك، ألغت برنامج المكافآت، مما جعل الثعابين بدون قيمة بالنسبة للمربين فأطلقوها. ونتيجة لذلك عاد تزايد أعداد الكوبرا البرية، كان الحل واضحاً للمشكلة لكنه زادها سوءاً. كما نقول دائماً، الإدارة هي فن قد لا يتقنه الكثيرون، ولكن يمكن أن يتعلمه الجميع، والممارسة الناجحة في التخطيط هي من تميز هذا النوع من الفن، وليس من العيب الإخفاق في أي عمل، ولكن المعيب أن نكابر ونتمادى في تكرار نفس الأخطاء وعدم الاعتراف بوجودها، والظن بأن الإدارة العشوائية هي الحلول المناسبة للنجاح. كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :