أعظم بناء في الدنيا هو بناء العلاقات الإنسانية، وندرك حقيقة العلاقات ومدى تعقيدها وصعوبة فهمها، ولعل البعض يصل الى الحياة ويرحل منها دون أن يجيد فنون البناء لهذه العلاقات، ويظل يعاني في البناء، والإنسان الطبيعي يواجه مراحل البناء والهدم حتى يصل الى الخبرة الحقيقية التي قد تمكنه لبناء علاقات مختلفة والأهم كيفية الحفاظ عليها لبقية الحياة. بناء الخبرات في العلاقات يحتاج الى الكثير من الفطنة وحسن الاختيار وأيضاً الاستكشاف لمعرفة جوهر الإنسان والسلوكيات الواضحة والمخفية، والتجارب في العلاقات هي ما تمثل النتائج التي يحصل عليها الناس في التعامل مع الناس من نجاح أو فشل لهذه العلاقات، ولأن حاجة الإنسان دائماً مرتبطة بالآخرين فتظل العلاقات الإنسانية هي محور السمو والتقدم للبشرية وللدول وتقوم عليها وتنتهي بفشلها. فالعلاقات قرار واختيار، وبالتالي هي اختبار، وكلما أحسنت قرار الاختيار نجحت بالاختبار، والعكس صحيح، لأن العلاقات تمثل جزءاً كبيراً ومهماً في الحياة، فهي الأصدقاء والشريك والزميل ورفقة الطريق، وهي مرآة الشخصية ترى من خلالها صورتك الحقيقية في أعين من تتعامل معهم وكذلك في ردة أفعالهم تجاهك وقربهم وبعدهم عنك، وخصوصاً أن هذه العلاقات قد تبنى من أول لقاء، ولذلك لا توجد فرصة ثانية لعمل انطباع أول جيد!!. لذلك هناك أشياء يجب أن نعرفها عن الناس لنتمكن من بناء علاقات مثمرة وتدوم طويلاً، الناس يحتاجون الى الثقة فلابد أن تمنحها لهم، وهم يحتاجون الى الشعور بالتميز فامدحهم بصدق، ويبحثون عن مستقبل أفضل فأظهر لهم الأمل، ويحتاجون أن تفهمهم فأصغِ لهم، ويفتقدون الى التوجيه فأرشدهم، وتنخفض معنوياتهم فشجِّعهم، ويريدون النجاح فساعدهم، ورغبتهم الى علاقات ذات معنى، فوفِّر لهم الصحبة، وهم يسعون الى قدوة يتبعونها فكن قدوة حسنة لهم، وإذا أردت أن تجعل الناس يحبونك فأحببهم أولاً. وأنواع العلاقات أربعة، أولها العلاقات السطحية وهي الأكثر شيوعاً، لا يوجد بها التزام حقيقي، أسلوب تعامل سلبي تجاه الآخرين، والنوع الثاني هي العلاقات النظامية، تقتصر على روتين أو نشاط معين في مكان أو زمان محدد، والنوع الثالث العلاقات الآمنة، وتمثل الارتياح مع الآخرين وزيادة الثقة، وتمثل مرحلة اختبار الصداقة، والنوع الرابع العلاقات الراسخة، وهي أعلى العلاقات تتبادل فيها الثقة والخصوصية طويلة الأمد. بقي أن نقول قيِّم أنواع علاقاتك مع الآخرين، وكلما زادت العلاقات الراسخة كلما شعرت بالارتياح والسعادة في الحياة، وكان بناء العلاقات لديك قائماً على خبرة ودراية وإتقان فن من فنون الحياة الجميلة. (احفر اسمك في القلوب لا على الصخور). كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :