مرتكزات وطنية | د. مازن عبد الرزاق بليلة

  • 11/14/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مهما اختلف الناس سياسيًّا وفكريًّا يظل الوطن واحد، والدول التي تمارس الديمقراطية الحديثة، تختلف في أحزابها، وتصنيفات الناس، وتتنوع أطيافهم، حسب توجهاتهم الفكرية، لكننا لم نرَ قط منتخباً وطنياً للحزب الجمهوري، أو وفداً رياضيًّا للحزب الديمقراطي، أو لاعباً من الحزب الحاكم، أو رياضيًّا من حزب المعارضة، فالفكر شخصي، والوطن للجميع. أعلن النادي الأهلي المصري عن عرض لاعبه، المهاجم أحمد عبدالظاهر للبيع في فترة الانتقالات المقبلة، وذلك في أعقاب رفع اللاعب شارة "رابعة" في نهائي دوري أبطال إفريقيا -وهي الشارة التي يستخدمها أنصار الرئيس المعزول في تجمّعاتهم- وضاعف النادي الأهلي من عقوبة اللاعب، حيث قرّر حرمانه من مكافأة الفوز بدوري الأبطال الإفريقي، ومنعه من المشاركة مع الفريق في بطولة العالم للأندية بالمغرب، وانقسم الشارع الرياضي المصري حول تلك العقوبات، حيث يرى البعض أن القرار كان قاسياً بحق اللاعب، فيما رأى آخرون أن اللاعب يستحق تلك العقوبات وأكثر، وأن ملاعب كرة القدم لا يجب إقحامها في الأمور السياسية، وكان اللاعب قد أبدى اعتذاره للشعب المصري عمّا حدث، وبرَّر رفعه لتلك الشارة بأنه لم يكن بغرض سياسي، وإنما رغبة منه في أن يتذكر الجميع شهداء رابعة، سواءً كانوا من المواطنين العاديين أو من قوات الشرطة والجيش معاً، وأنه كان ينوي رفعها في جنوب إفريقيا لكنه لم يُسجِّل هدفاً. تم مُؤخَّراً رفع شارة رابعة من قِبَل بعض الرياضيين المصريين، فقد سبقه محمد يوسف صاحب الميدالية الذهبية في لعبة الكونغ فو، فعوقب بحرمانه من تمثيل مصر دوليًا خلال البطولات الدولية المقبلة لمدة سنتين، بعد إحرازه للميدالية الذهبية في منافسات دورة الألعاب القتالية في روسيا، جاء هذا القرار بعد تأكيد رئيس الاتحاد على جميع اللاعبين بفصل الرياضة عن السياسة. في السنتين الأخيرة عانت المنطقة العربية من اضطرابات وانقسامات حزبية، بسبب الربيع العربي، ومن حق كل وطن أن يتلمّس الطرق التي توصله إلى الديمقراطية الحديثة، وقد تستغرق الرحلة وقتاً، وإلى ذلك الوقت، يجب ألا يتم تغليب الحزبية على الوطنية، فنفقد بذلك الموهوبين، والعلماء، والأبطال، والمبرزين، بسبب التعصب. بقية للحوار: من حق مصر أن يُمثّلها أفضل مواهبها، ولكن يجب تغليب المرتكزات الوطنية على التصنيفات الحزبية، ومصلحة الوطن فوق مصالح الأحزاب. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :