اقتصاديات التعليم: نافذة للتنمية المستدامة (1/2)

  • 11/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

/الإنسان هو ثروة الأمم حسب التنمية البشرية، وهو نافذة أساسية للنجاح والتقدم والازدهار في نظام التنمية المستدامة، لذلك فإن تأهيلهم وتدريبهم وصقلهم بالعلم والمعرفة أولوية استراتيجية، لجميع الدول، حتى تتمكن من النهوض بمستقبلها ومستقبل أجيالها وتحقيق أهدافها وتطلعاتها التنموية، والسؤال هو ما كفاءة وتأثير المؤهل أو المهارة التعليمية على الإنتاجية الكلية؟ وما العلاقة بينهما؟ الإنتاجية والتنافسية عامل مهم في زيادة النشاط الاقتصادي، وبالتالي فإن زيادة الإيرادات، وزيادة المؤشرات الوطنية، ومواجهة المتغيرات والتحديات المختلفة تتم فقط من خلال تأهيل الكوادر البشرية بمهارات مهنية وفنية وعلمية متنوعة، وتوسيع قدرات الاستحواذ الذهني الواسع والممارسات الإدارية عالية الأداء، وتحفيز الدور المهم للابتكارات والاختراعات والممارسات الإبداعية المعاصرة في مختلف جوانب بيئة الأعمال. وتحدث الاقتصاديون الأوائل عن مكانة التعليم من الناحية النظرية، وأنه إنفاق مستنزف للدول والأفراد، منذ القرن الماضي، تغير مفهوم التعليم من الإنفاق إلى الاستثمار الإنتاجي والاستراتيجي، ثم ظهر ما يسمى «اقتصاد التعليم»، فأصبح التعليم مهماً للدراسة والبحث العلمي، خاصة في مجال التحليل الاقتصادي على المستوى الجزئي (الأجور) أو المستوى الكلي (النمو الاقتصادي). ثم تحول الاهتمام العالمي بالتحليل الاقتصادي والتنظير من نهج الأجور إلى نهج الإنتاجية والنمو الاقتصادي كعامل أساسي كعامل نمو في نماذج مختلفة من نظريات النمو الاقتصادي الحديث (نظريات النمو الداخلي) منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث توظف الأفكار الإبداعية كمتغيرات التي تحدث داخل النظام، إلى جانب المؤسسات، والاستثمار الرأسمالي والسياسات الاقتصادية التي تتبناها دوائر صنع القرار الاقتصادي والقوى العاملة، في ضوء ذلك، اختلفت نتائج الدراسات التطبيقية وتناقضت مع الدور الإيجابي نظريًا لمساهمة رأس المال البشري في النمو الاقتصادي، وبالتالي، فقد ولّد نقاشاً علمياً عالمياً لا يزال يناقش في الأدبيات والبحوث الاقتصادية حتى يومنا هذا. إن توظيف الكوادر البشرية المؤهلة يعد من إحدى القضايا المهمة التي تشغل بال الباحثين والخبراء والمسؤولين، ومدى مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل، التي باتت ضرورة ماسة تفرضها التغيرات والتطورات على المستوي المحلي والعالمي، حيث صارت تكتسب أهمية حيوية ورؤية بعيدة المدى خاصة نحو التغيرات المستقبلية من جهة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى. باختصار، تشهد الأدبيات والدراسات التطبيقية على الأثر الإنتاجي للاقتصاد التعليمي. وعملية توظيف هذه الثروة المعرفية مرتبطة بقدرة الدولة على الاستثمار والاستفادة من كوادرها، العلم ثروة ذهنية دائمة تعمل في كل الظروف «في السراء والضراء». باحث اقتصادي

مشاركة :