«هل ابــنــي داعــشــي ؟!» | عبد الله منور الجميلي

  • 8/16/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تعقيباً على مقال السبت الماضي (تفجير عسير ... تحولات جديدة) بَـعَـثَ إليِّ أحد الأعزاء برسالة يؤكد فيها (خَـوفَـه أنْ يتحَـوّل ابْــنَــه إلى داعِـشِــي)، وفيها : (وَلَــدي) عضو في أحد مَـراكز الأحياء التي تجمع بين الرياضة والثقافة، وهناك في ذاك المـرْكِـز (شَــيخُــه) الذي لايسمع إلا لَـه، ولايرى إلا ما يراه؛ رغم أنه صغيرُ الـسِّــن، محدودُ الـعِـلْــم!! وهنا أنا لا أتهم ذلك الــرّجل الـطّـيّــب، ولكني أعجب من تلك الـتَّـبَـعِـيّــة العـمياء، التي أرى أنها من الأسباب التي تقود طائفة من شبابنا وصغارنا لـدُعَــاة فِـكْـر داعِــش، وغيره من الأفكار الضالة ! هذه الــرسالة تفتح الأبواب لذلك السؤال العريض؟! أين دور العلماء والـدّعَــاة في توجيه الناشِـئــة في ظِـلّ واقِــع يَـمُــوجُ بالـفِـتَــن!! فنعم هناك جهود مذكورة ومشكورة لنخبة منهم؛ ولكنّ السّـنَـوات الماضية حَـمَـلَــت خطوات مختلفة لبعضهم؛ فمنهم مَـن كَـرّس جهودَه، وأشغل أوقاته بالـصِّـرَاعَــات الفكرية، وتَـتَـبُّـعِ زَلات خصومه والـرَدّ عليهم، بينما توعية الـشّـبَــاب بعيدة عن نشاطاتهم! وهناك مَـن انساق وراء إغراءات القنوات الفضائية، إذ أصبح زَمَـنُـه مرهوناً لمطاردة برامجـه بين الـدُّوَل، ومِـن قناة إلى أخــرى؛ مُـعْـتَـقِــداً بأنها مُـشَـاهَــدة، بينما تبدو خارج متابعة الشباب (تحديداً)! أيضاً فريق من الـدّعَــاة انحصرت اهتماماتهم في التنافس والاحتفال بِـعَـدَد المتابعين في مواقع التواصل الحديثة، ولاسيما (تويتر وفيس بوك)؛ لكن هل المتابعة الواسعة فيها شهادة على الـتّـأثير؟! بالتأكيد انشغالُ أولئك الدعاة الأعزاء - الذين لهم التقدير والاحترام - بتلك المَـسَـارات ليس السبب الوحيد لجُــنُــوحِ فِـئةٍ من شبابنا، لكنه أحــد العوامل المهمة التي تجعلهم فريسة سهلة لـفكر الإرهاب والتطرف! وبالتالي وفي هذا الميدان، ولأنّ للعلماء والـدُعَــاة المعتبرين دوراً مهماً ورسالة عظيمة في غــرس وصناعة الفكر الـوسطِــي المعتدل، ولما لهم من تأثير في مجتمعنا العَـاطفي (بِـطَـبْــعِــه) فهذه دعوة صادقة لأولئك الفضلاء أنْ يقتربوا أكثر من نبض الناشئة، ويخاطبوهم بلغتهم، ويُـفَـنّـدوا لهم مـا قَـد يُــثَــار من شُــبُـهَــات في حوارات مباشرة في مدارسهم وجامعاتهم وملتقياتهم ومنتدياتهم وأنديتهم الرياضية!! أخيراً أرجو من هيئة كبار العلماء ومن وزارة الشؤون الإسلامية أن تُـنسِـقا مع وزارة التعليم ورعاية الشباب في تصميم برامج توعوية حِـوارية، وتنفذها من خلال حملات وزيارات تفاعلية وجهاً لــوجه! تويتر @aljamili aaljamili@yahoo.com aaljamili@yahoo.com

مشاركة :