هل القبيلة سبب للـتطـرف؟! | عبد الله منور الجميلي

  • 5/14/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يوم الجمعة الماضية كان أحد عناوين صحفنا المحلية مُـلْـفِـتَـاً؛ إذ أكّــد بأنّ (التــعَــصّـب القَـبَــلِــي) أبرز أسباب تَـطَـرّف الشباب في السعودية!! وعند التعـمّق في تفاصيل الخبر الذي لَــخّـصَ دراسةً علمية صدرت في يناير الماضي عن كلية الملك فهد الأمنية، وقامت بها الباحثة الدكتورة غادة الطريف نجد بأن الدراسة رصدت دوافع عديدة أرجعت إليها تطرف بعض شبابنا منها: (الإحساس بهيمنة الـغَـرب على المسلمين وعدم احترامهم، والإساءة للإسلام من قبل بعض الحكومات الغربية، وهناك عامل ثقافة الكراهية والتطرف التي تمارسها بعض وسائل الإعلام؛ أيضاً بينت الدراسة بأن (70%) ممن خضعوا لها أكدوا بأن الأحياء العشوائية والفقر من أسباب التّطرف)!! والمهم هنا أن (الـتّـعَـصّــب القَـبَــلِـي)؛ قد يكون أحد دوافع التطرف لكنه عامل متراجع جداً بحسب تلك الدراسة(وقد يكون لا أثر له )؛ بينما عنوان الخبر حَـمّـله معظم المسئولية، ونطق بأنه أحدُ أهم أسباب التّـطرف!! وهنا إذا استثنينا (الـدّيْــن والـوطَـن) فـ ( الـتّـعَـصّــب) بشتى نماذجه وصوره سواءً كان مناطقياً أو طائفياً أو مذهبياً أو قَـبَـلِـيّـاً مرفوض تماماً؛ ولكن رفض الـقبَـلِـيّـة والـتَـعَـصّـب لها لا يعني تَـشْـويه (صورة القَـبِـيْـلَـة)؛ وهذا ما يحاول البعض ممارسته!! فهناك أصوات تحاول تَـحْـجِـيـم دورها، وحصر كينونتها وصورتها في مجالات مسابقات الـشّـعْــر الـشّـعبي ومـزاين الإبل أو اجترار الماضي، والـتّـنَـابُـز بالأنساب والألقاب بحثاً عن أدوات ومعاول لِـهَـدم نَـسِـيْـج وحدتنا الوطنية بكل أطيافها ومكوناتها التي لها جميعاً الاحترام والتقدير!! ولكن وكما أكدت في هذه الزاوية ذاتَ مَـقَـال؛ فإن (الـقَـبِـيْـلَـة) من الـمُـسَـلّـمَــات في مجتمعنا، وهي إحدى الروابط والثوابت المهمة فيه! فـالقبيلة (أيُّ قبيلة) بتاريخها وموروثها، وما يحكمها من عادات وأعراف جميلة وإيجابية في غالبها، وترابط بين أفرادها، لابد من حضورها وتَـفْـعـيل رسالتها في كل ما مِــن شأنه خدمة المواطن عموماً، والوطن بما يعزز وحدته أولاً وأخيراً. (القبيلة) بما يَـجْـمَـع أفرادها من صِــلات وروابط يمكن استثمارها في التوعية والتوجيه وغرس القِـيم النبيلة، وفي إصلاح ذات البين ومساعدة المحتاجين والمعسرين من أبنائها، وكذا في زرع روح المواطنة في نفوسهم وتصرفاتهم؛ وبالتالي خدمة المجتمع الكبير، (الـوطن) بكلّ تفاصيله وتضاريسه ومرجعياته. وأخيراً العنصرية والـعَـصَـبِــيْــة البغيضة هما الخطر القادم الذي يهدد وطننا ووحدتنا؛ والقضاء عليهما إنما يكون بإصدار تشريعات تجرمهما، وتعاقب مَـن يرتكبهما، مع التوظيف الإيجابي للقَـبِـيّـلة، واستثمارها! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :