أكّد عدد من الصيّادين البحرينيين الذين طالهم الاعتقال التعسّفي من قبل السلطات القطرية أنّهم تعرّضوا لأسوأ أنواع المعاملة السيئة خلال فترة اعتقالهم غير القانونية، كما تعرّضوا لانتهاكات حقوقية جسيمة تنوعت بين السب والشتم وسوء المعاملة ورمي الرصاص والحرمان من العلاج ومن الحقوق الاساسية التي ينبغي ان يتمتع بها كل انسان.وأكّد الصيّادون في تصريحات لـ«الأيام» أنّ من تلك الممارسات اللاإنسانية التي تعرّضوا لها رميهم في العراء في أوجّ الشتاء القارص أو في قاعات مفتوحة شديدة البرودة دون تزويدهم بأي ملابس تقيهم البرد القارس.وتحّدث الصيّادون عن معاناتهم الشديدة في رحلة الاعتقال والمحاكمة التي قامت بها السلطات القطرية والتي شهدت حفلت بالانتقام وبالمعاملة السيئة والخارجة عن أخلاق الجيرة والحميمية التي تربط الشعوب الخليجية والتي اعتاد الخليجيون عليها، بل خلت من كلّ قيمٍ وأعراف وأخلاق إنسانية، مؤكدين تمادي دولة قطر في مثل هذه التصرفات، الأمر الذي كانت نتيجته التأثير سلبا على أرزاق ومعيشة المواطنين، والمساس بمهنة الصيد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، مشيرين الى أن هذه الممارسات القطرية - اللاإنسانية- تسببت في دخولهم في معاناة كبيرة لم يستطيعوا الخروج منها حتى الآن.وأشار البحار البحريني جعفر أحمد الشملول عن الرعب الذي عاشه في فترة اعتقاله التعسّفي حين قامت سلطات خفر السواحل القطرية بالاصطدام المتعمّد والهمجي بالطرّاد الصغير الذي كان يستقّله بمعيّة صديقه محمّد حيّان، فكانت النتيجة أن فارق حيّان الحياة بعد إصابة بالغة بسبب الاصطدام الهمجي غير المبرّر والذي كان الهدف منه قتل من في القارب أو إصابتهم إصابات بالغة، وقال: «لم يكن ذنب صديقي محمّد سوى أنّه كان في رحلةٍ شاقّة لطلب الرزق الحلال، فكانت هذه النتيجة بسبب الغرور والتعنّت لتلك السلطات».وأضاف الشملول «أصيب خلال الحادثة عدد آخر ممّن كانوا في القارب، حيث ان رجال السلطات القطرية عمدوا إلى إطلاق الرصاص علينا، وهم يعلمون أننا مدنيون وصيّادون وبحّارة لا نملك أي سلاح، فلماذا إطلاق الرصاص علينا؟!».وتابع «حتى بعد إطلاق الرصاص وحصول إصابات مباشرة لدى بعض البحارة، تمّ حرماننا من العلاج، وتم الزجّ بنا جميعًا في السجن بلا أيّة إنسانية وبلا رحمة لحال المصابين».من جانبه اشار البحار البحريني حسن عبدالوهاب الى انه تم الاصطدام المتعمد بقاربه وهو في داخل المياه البحرينية وأصيب بإصابات بليغة استمرت آثارها لأكثر من عامين كما لازال يعاني من اثارها في ظهره، كما انها تسببت بشكل غير مباشر في وفاة شقيقه الذي كان يرافقه في رحلة البحر والتي أجبر فيها على الدخول للمياه القطرية والسجن ما تسبب في دخوله في دوامة صعبة لم يستطع الخروج منها.وأضاف «تسبب هذا الحدث في توقف مصدر دخلي لسنتين بعد ان عجزت على دخول البحر جرّاء الصعوبات المالية والنفسية التي تسببت بها القوات القطرية ومعاملاتهم له خصوصا مع وفاة اخي بعدها بفترة بسيطة، كما تسببت في خسارتي اكثر من 17 الف دينار وادخلتني في مشاكل مالية ومديونات أوصلته للمحاكم، والمطلوب من الجانب القطري تعويضنا على كلّ ذلك».من جانبه اشار البحار البحريني حسين الأنصاري إلى أنه وفي رحلة «حداق» مع عدد من أصدقائه داخل البحر وتحديدا في فشت الديبل تفاجأ باعتراضهم من القوات القطرية والتي وجهت لهم الاسلحة دون سابق انذار وطلبت منهم الصمت ورفع الايدي، كما قامت بتهديدهم باطلاق الرصاص اذا ما تكلموا بأي كلمة او قاموا بإنزال ايديهم، كما قامت القوات القطرية بشتمهم وتوجيه شتى الالفاظ النابية لهم والتي يخجل الانسان من ذكرها كما تم توقيفهم مع عدد من من البحارة السعوديين بنفس التهم العارية من الصحة وتغريمهم مبالغ طائلة ومصادرة قواربهم، مؤكدا ان القوات القطرية التي قامت باعتقاله كانت اشبه ماتكون بالقوات الاجرامية الملثمة التي احاطت بقاربه بشكل مرعب يتعمدون فيه ادخال الخوف على قلوب البحارة بقصد الترهيب والتخويف، متناسين حقوق الاخوة والمبادئ الانسانية التي تربينا عليها في دول الخليج وتوارثناها أبًا عن جد.
مشاركة :