•• كلما ذُكرت "حائل".. فإنه يتبادر إلى الذهن على الفور اسم الشيخ.. "علي الجميعة" •• واليوم وقد فقدنا هذا الرجل "الطيب" بوفاته يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.. فإنه لا بد وأن نتوقف طويلاً عند اسمه.. ليس فقط لأنه واحد من أبرز رجال الخير الذين أسهموا في تنمية منطقة حائل.. وإنما لأنه أيضاً أحد البصمات البارزة للرجال الأخيار، والذي تحترم رصانته ودماثة أخلاقه.. وصدقه.. ونقائه.. وصفاء نفسه وحُسن تعامله مع الجميع.. •• لقد جمعتني بالرجل الكريم أكثر من جلسة سواء في بيت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أو في أماكن أخرى.. وكنت أجد في الجلوس إليه والحديث معه.. صفات الإنسان الغيور على وطنه المحب لأولياء الأمر في بلده.. الحريص على أن تمضي بلادنا من خير إلى خير أكبر وأوسع. •• وعندما لا تعجبه بعض الأمور فإنه لا يزيد على أن يتمنى الخير والتقدم والنماء لهذا الوطن وأن يحفظه من كل مكروه، وأن يمتع قادته الأوفياء بالصحة والعون والتوفيق للمضي بنا من خير إلى خير أفضل.. •• والرجل فضلاً عن عفافه.. وصفاء روحه.. وصدق مشاعره.. فإنه لم يبخل على وطنه ومنطقته بكل ما من شأنه المساهمة في رقيها.. •• وقد اكتشفت أن التجارة والثروة والمكانة الاجتماعية التي وصل إليها لم تزد من قربه إلى الله سبحانه وتعالى فحسب.. وإنما أدنته أيضاً من كل الناس الذين عرفوه أو قصدوه.. أو لجأوا إليه لمد يد الخير إليهم.. •• كما اكتشفت أن لديه ولعاً بالتاريخ.. وتفسيرات مختلفة لبعض وثائق عن السائد والمألوف.. كما أن لديه شغفاً بالكتابة.. ونزوعاً إلى الشعر النبطي ولكنه كان عازفاً عن الشهرة والبروز.. وميالاً إلى العزلة.. والبعد عن الأنظار تماماً. •• لقد افتقدت – كغيري – بوفاته.. الكثير من الصفات التي نحتاج إليها هذه الأيام في الأحياء.. لما كان يتمتع به من هدوء.. وكظم للغيظ.. وتحمل للمكاره وصبر على الشدائد.. ومن كلمة طيبة يتفوه بها في كل الأحوال وذكر الله في كل وقت.. •• سنفتقدك يا شيخ علي كثيراً.. لكنك ستظل معنا الإنسان الذي ترك له أثرا وبصمة في كل مكان اتجه إليه أو وجُد فيه.. عليك الرحمة ولك من الله الغفران بإذنه تعالى. ضمير مستتر: •• النبلاء لا تنساهم الأمم وإن غابوا عنها.
مشاركة :