•• أكدت انتخابات المجالس البلدية الأخيرة مجموعة من الحقائق الهامة والجديرة بالدراسة والتأمل يرد في مقدمتها التالي: • أولاً: إن المواطن متعطش إلى هذا النوع من الممارسة للحقوق بدليل مشاركة (702.542) ناخباً وناخبة.. وبنسبة (47.4%) من إجمالي المقيدين وفقاً لتصريحات وزير الشؤون البلدية والقروية المنشورة بالصحف الصادرة يوم الاثنين الماضي والتي فاز بها (2106) مرشحين ومرشحات. • ثانياً: إن المجتمع تلقى بارتياح قرار الدولة بمنح المرأة حق الانتخاب وحق الترشح.. بدليل حصول (20) سيدة على التزكية ودخولهن المجالس البلدية لأول مرة للمساهمة في خدمة الوطن من خلال هذه المجالس.. وهي بداية جيدة وواعدة بالمزيد من المشاركات القادمة.. وبالذات بعد أن لعب الرجل دوراً مهماً في انتخاب سيدات فضليات تمكَّن من الفوز في النهاية بجدارة. • ثالثاً: إن فكرة أن مجتمعنا ليس جاهزاً بعد لخوض تجربة الانتخابات واختيار من يمثلونه.. لم تعد صحيحة وأن الخوف من اختيار المقتدرين مادياً والمتنفذين على حساب أصحاب الخبرة والكفاءة لم يعد يساور أحداً بدليل أن أكثر من اختارهم الناخبون لهذه المجالس هم من الأسماء التي يثق فيها الناس.. ويأملون فيها الخير.. ويتوقعون منها الكثير من الجهد لخدمة مدنهم.. وسوف تثبت الممارسة الفعلية ذلك بصورة تدعو إلى الاطمئنان بإذن الله تعالى.. •• فهل تكون انتخابات المجالس البدية هذه فاتحة خير لبدء مرحلة جديدة من العمل المنظم والمدروس لتوسيع نطاق هذه التجربة في الزمن القريب..؟ •• ذلك هو ما يأمله الناس.. ويأملون معه بأن تتعزز الثقة في الذين سيختارونه في المستقبل لدخول العديد من المجالس مثل مجلس الشورى.. ومجالس المنطقة.. ومجالس الكليات والأقسام بالجامعات.. وغيرها كثير.. •• وإذا كان هناك من لا زالت تساوره الشكوك في نجاح مثل هذا التوجه كأن يأتي إلى مجالسنا من يتم شراء أصواتهم - كما يحدث في بعض البلدان - أو من يشكلون أدوات لخدمة مصالح آخرين.. فإنني اعتقد أننا لسنا كذلك.. لا سيما إذا نحن وضعنا من الأنظمة والقوانين والمعايير ما يحول دون فشل هذه التجربة.. أو انحرافها. •• أقول التجربة.. لأن الممارسة وحدها هي التي ستحدد إن كنا بالفعل قد نضجنا بما فيه الكفاية كما أعتقد.. أو أن عيوب وعاهات الآخرين قد انتقلت إلينا.. وعندها يمكن الحكم عليها بالفعل.. وإن كنت أعتقد أن الأمر لن يكون بهذا السوء لا سيما إذا نحن أخذنا بمبدأ انتخاب النصف وتعيين النصف الآخر في البداية وتقليص نسبة المعينين في كل دورة إلى أن يصبح الانتخاب هو الأصل في النهاية.. •• شيء واحد أتمنى أن يحدث في ظل التوجه نحو توسيع دوائر الانتخاب هو.. أن يتم التخطيط ومن الآن بالتعاون بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية ووزارة العدل لإعداد المجتمع لهذه المرحلة الإعداد الأمثل حتى نبدأ على بركة الله.. ونعزز الثقة في أهل الثقة.. والكفاءة.. وصدق الانتماء لهذا الوطن والتفاني في خدمته بكل أمانة.. وإخلاص.. ورقي. *** •• ضمير مستتر: •• (يزخر البلد بالآلاف من الشباب المؤهلين والأكفاء.. والمخلصين وأصحاب الخبرات المتراكمة من القادرين على إعطاء الوطن كل ما يستحق بشرف وتحمل مسؤولية.. فقط.. يجب أن نمنحهم الثقة.. ونعطيهم الفرصة.. ولن نندم على ذلك).
مشاركة :