بَدأتُ بالأَمس في سَرد بَعض مَطَالب إخوَاني الصُّم، التي حَمّلوني إيَّاها لنَقلها للسَّادَة المَسؤولين، وذَلك حِين التَقيت مَجموعة مِنهم في المُلْتَقَى الثَّانِي للمُعاقين؛ الذي نَظّمته وزَارة الحَرَس الوَطني -القِطَاع الغَربي تَحت عنوَان: (إعَاقتي سِرّ انطِلَاقَتي)..! ونَظرًا لطُول المَطالب وأهميّتها، فقَد جَزَّأتُهَا إلَى حَلَقَتين.. عَرضتُ في الحَلَقَةِ الأُولَى جُزء مِن رِسَالة إخوَاني الصُّم، وسأَعرض في هَذه الحَلَقَة الثَّانية والأخيرَة بَقيّة الرِّسَالة التي تَقول: يَا أَخ "أحمد".. لِقَد أَنْفَقَت الدَّولَة مَبالغ كَبيرة عَلى مَشروعَات الصُّم، والتي يُمكن حَصْرَها فِيمَا يَلي: (مَشروع إجرَاء تَوحيد لُغَة الإشَارة عَام 1982، ثُمَّ مَشروع تَنمية لُغَة الإشَارة عَام 1986، فمَشروع تَدريب المُعلّمين عَلى لُغَة الإشَارَة عَام 1986، ثُمَّ مَشروع تَطوير لُغَة الإشَارة وتَطبيقها في البُلدان العَربيّة عَام 1988، ثُمَّ إعدَاد قَاموس اللُّغَة الإشَاريّة للصُّم العَرَب عَام 1990 - 1991، هَذا بخِلاف المَلايين التي صُرفت عَلَى القَاموس الإشَاري)..! وبَعد كُلّ هَذه المَصروفات، يَرفض الصُّم -بكُلِّ بَسَاطَة- هَذا القَاموس.. ولَو أنَّ تِلك المَصروفات قَد أُنْفِقَت عَلى تَنمية مَهَارَات الصُّم -في القرَاءة والكِتَابَة- لمُحيَت أُمّيتهم، واستَطَاعُوا التَّواصُل مَع المُجتمع، دون الحَاجة إلَى مُترجم..! ولَو أنَّ المُعلِّمين يَتّبعون خُطوَات سَليمة في التَّعليم والتَّعلُّم؛ لمَا بَقي أَصَمٌ أُمِّيًّا، وبالتَّالي يَجب إعَادة النَّظَر في إعدَاد المُعلِّم وتَأهيله؛ عَلى كَيفية التَّعَامُل مَع الصُّم بالوسَائل التَّقنية الحَديثَة.. كَما يَجب تَوظيف تِلك التَّقنية في خِدمة الصُّم لتَثقيف أَنفسهم، لأنَّهم يَتعَاملون بِهَا مَع العَالَم -سوَاء باللُّغَةِ العَربيّة أو الإنجليزيّة- بَدلاً مِن لُغَة الإشَارة؛ التي تُعطي مَعلومات مُختَصرَة، وقَد تَكون مَغلُوطَة - حَسب رَغبة وأهوَاء المُترجم..!. مِن نَاحيةٍ ثَانية، يَجب أنْ يَكون للتّليفزيون دورٌ كَبيرٌ في تَعليم الصُّم؛ باستخدَام الكِتَابة عَلى الشَّاشَة لجميع البَرامِج، لأنَّ الأَصَم مَحروم مِن الإذَاعَة؛ التي يَستفيد مِنهَا أصحَاب الإعَاقَات الأُخرَى، كالمَكفوفين وغَيرهم، ولأنَّ التّلفزيون هو المُعلِّم الذي يَدخل كُلّ مَنزل، فمِن الضَّروري مِثْلَمَا تُتَرْجَم الأفلَام الأجنبيّة باللُّغَةِ العَربيّة، أنْ تُتَرْجَم جَميع البَرامِج التّلفزيونيّة والأخبَار بالعَربيّة أيضًا، ليَعيش الأَصَم الحَدَث، بمُجرَّد النَّظَر إلَى الشّريط الكِتَابي، الذي يَظهر عَلى الشَّاشَة..! هَذه يَا صَديقنا "أحمد" بَعض مَطَالب الصُّم، التي نَتمنَّى أنْ تَتبنَّاها وتَكتب عَنها في كِتَابَاتِك؛ المَقروءة عَلى مستوَى كَبير، لتَكون قَد قَدّمت خِدمةً جَليلة لفِئةٍ غَير قَليلة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أَشكُر الدّكتورة "فوزية أخضر"، التي تَرْجَمَت لِي مَطالب الصُّم، حَيثُ إنَّها تَعرف لُغتهم جيدًا، بحُكم أنَّ لَديها ابنًا نَاجِحًا في الحيَاة؛ وهو مِن إخوَاننا الصُّم..! وبَقي أيضًا أن نُذكِّر السَّادَة المَسؤولين؛ بضَرورة دَعم هَذه الفِئَة مِن ذوي الاحتيَاجَات الخَاصَّة، الذين تَتعَاطَف مَعهم كُلّ شعُوب الأَرض..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :