في السنين الأخيرة كثُر الناس الذين يحبون أن تدخل النخالة في عاداتهم الغذائية. وما ذلك إلا لكثرة من يمتدحها. ومعظم أطباء التغذية عندنا ينصحون بها. وربما يتغيّر الرأي لو ظهرت دراسات جديدة لا ترى في خبز النخالة إلا ما يوجد في غيره. وافتتحت محلات في مدننا وأعلنت عن نفسها بلافتات ملونة عليه قرص نخالة. ولا شك أنه من الوعي الصحي أن يتدبر المرء أحواله وأحوال أسرته، لكن المفاجآت تأتي جمعاً وفرادى، فبعد فتح المحلات وتجهيزها بأنواع النخاله يأتي من يقول إن بحوثاً ظهرت حديثاً لا تُشجع على الاستمرار بأكل النخالة، وأن ماقيل ماهو إلا اجتهادات لم تُثبته الأبحاث الجديدة. ويُغلق صاحب المحل محله، لقلة الزبائن. لو أمعنا النظر في ثقافتنا الغذائية، والحركة الحيوية لوجدنا أنها نقلٌ إما عن بعضنا أو عن الغير. فالكلمة في العنوان على وزن فُعالة. ومعناها سُقاطة (أي ما يسقط من الشيء) وقد يكون ذاك بمعالجة الشيء - في الغالب - مثل: برادة، براية، جزازة حُثالة، حُكاكة إلى آخره. وحثالة الناس أراذلهم، وقد أطلقها بعض اللغويين على ما يسقط من قشر الحب أو نحوه. وقد تسوّقت نخالة القمح في السنين الأخيرة.. وظهرت إعلاناتها على علب البسكويت، ورفوف المخابز ومحلات الأغذية الكبرى. وشاهدنا مؤخراً صوامع الغلال ومطاحن الدقيق تسوّق أكياساً بلاستيكية غاية في الذوق ملأى ب "النخالة". وعند مطالعة الموسوعات الأجنبية وجدت أنها - أي النخالة - في أكثر استعمالاتها غذاء للحيوان. وهي أيضاً تضاف إلى صناعة الأصباغ التي تغيّر من لون القماش في معامل النسيج، أو تضع عليه الزخارف الملونة. ولا يتردد الأطباء في وصف القليل منها لتدخل ضمن أغذيتنا اليومية لأنها كما يقول الطب، أو القليل منها يسهّل عملية الهضم. وصار الناس في السنين الأخيرة مغرمين بالنخالة، حتى لو لم يجدوا الأساس ولا المبرر ولا الشكوى من عسر الهضم. فالمسألة يقولون إنها "زينة للباطنيّة"..! قالوا في الحث على التواضع: خير الدقيق من المناخل نازلٌ وأخسُّهُ وهي النّخالةُ تَصعدُ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :