دروس الخطأ | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 9/8/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلام استغل شاحنة العذاب النمساوية، لثلاثة أغراض، الأول التنفير والكراهية من الحرب السورية التي أكلت الأخضر واليابس، وجعلت الناس لا تفرق بين جحيم البقاء، وجحيم الهجرة، والثاني، تجارة الموت، بتهريب الناس لأوروبا، والموت غرقًا أو كمدًا، وأخيرًا اختناقًا، والثالث، المتاجرة في الإنسان، والمهربون الذين يحصلون على الأموال بالمخاطرة بأرواح البائسين. لو كان القتلى يهودًا لكان للحدث بُعد آخر، ولوكانوا أوروبيين لكانت ردة الفعل ساخنة، ولكن المؤسف أنهم، عرب ومسلمون، لذلك جاءت ردة الفعل باردة، وبطيئة، وعلى استحياء، لم تصدر تشريعات جديدة، ولم يجتمع الرؤساء لمناقشة الأبعاد السياسية، ولم تؤخذ خطوات عملية، ولم تتغير الظروف، ولم يستقل مسؤول، ولم يعنف آخر، ولم تتدخل هيئة الأمم، ولا مجلس الأمن، الجميع اكتفى بالاستنكار اللساني، والتصريحات الإعلامية، وعادت الحياة إلى طبيعتها، وكأن شيئًا لم يكن. 71 شخصًا يموتون اختناقًا، فيهم النساء، والأطفال وكبار السن، في شاحنة واحدة، ولوكانت 71 شاة، أو كلبًا، لقامت قيامة جمعيات الرفق بالحيوان، وجمعيات الأمم المتحدة لتدافع عن حقوقهم، ومعاقبة السائق، والمقاول، أمر ثانوي، ولكن المهم هو لماذا حصل، ما حصل، وكيف يمكن منع حصوله لاحقًا. الضحايا، هاربون من الجحيم، كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولذلك هم في حكم القانون متسللون، وداخلون إلى الأراضي الأوروبية بدون هوية، وبدون تأشيرة، وبطرق غير شرعية، ولكن هذا من الجانب السياسي، ولكن أين الجانب الإنساني؟ لماذا أجبر هؤلاء ركوب الجحيم إلى هناك، وفي عام الرمادة ألغى الفاروق -رضي الله عنه- حكم السرقة، لأن الناس قد تضطر للسرقة حتى لا تموت. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المفكر والكاتب الأمريكي روي بينيت، كم حجم، ومساحة، وعمق، الاستفادة من الخطأ، سوف تحدد وتقرر كم حجم، ومساحة، وعمق، نجاحنا مستقبلاً.

مشاركة :