المحاسبة تحتاج حزماً، ومن يخطئ للمرة الأولى يمكن أن نعطيه فرصة للإصلاح، ولكن من يتكرر خطؤه، فهناك أحد احتمالين، إما أنه لا يسمع، وإما أنه لا يبالي، وفي كلتا الحالتين عندما يتعلق الأمر بصحة الناس وسلامتهم فهذه جريمة. لم تندمل جراح الخطأ الطبي الذي قتل الطفل السعودي قبل 11 شهراً في مستشفى عرفان، بإعطائه النيتروجين بدل الأكسجين، وعوقب المستشفى حينها بالإقفال لشهرين، حتى تكرر الخطأ نفسه في المستشفى ذاته وكانت الضحية الفتاة السعودية زبيدة السليماني، 17 عاماً، أثناء عملية الزائدة الاعتيادية، التي تجري في أصغر المستشفيات، عشرات المرات كل يوم. رحم الله، الفقيدة زبيدة، ورزق أهلها الصبر والسلوان، في القضية الماضية للطفل صلاح الدين جميل، حملت الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بمكة المكرمة، المستشفى 60% من الخطأ في مخرج الأكسجين، والذي أدى إلى وفاة الطفل السعودي الفقيد، لأن جهاز التخدير المستعمل قديما ولم يتم اختباره قبل العملية، وتدعي إدارة المستشفى، عن تغييرات إدارية جذرية للإدارة العليا في المستشفى، وتغيير المدير التنفيذي نفسه لاحقاً العام القادم؟ إذن حتى يتم تجديد الإدارة المهملة، كم من القتلى، وكم من الأخطاء، وكم من الضحايا سوف نشهد؟ في السنوات الأخيرة، تدنت خدمات المستشفى، رغم سجله الطبي الحافل سابقاً، وتكررت حالات الأخطاء الطبية القاتلة، والعيش على الماضي لا يفيد، فقد يكون المستشفى قد حصل على شهادات عالمية يوماً ما، ولكن من المهم المحافظة على المعايير السليمة، لضمان إستمرار الجودة، وتدعي إدارة المستشفى أن اختبار الأنبوب الواحد يستغرق 24 ساعة، والسؤال، لماذا تم فتح المستشفى إذا لم يعلن جهوزيته التقنية، وأين وزارة الصحة التي وافقت على إعادة الفتح قبل استيفاء التعديلات المطلوبة؟ وإذا لم يتم تسريح أي موظف فهذه للأسف علامة استفهام، يعني أن المهملين لازالوا موجودين. بقية للحوار: المستشفى قد شاخ، وشاخت إدارته، وتسببت في أخطاء قاتلة، ويجب إغلاقه، ليس لشهرين، بل سنتين، أولاً لعمل صيانة شاملة وجذرية لكل التوصيلات، الطبية، والغازية، وثانياً، لإجراء غربلة شاملة للفريق الإداري، واستبدالهم بمجموعة أكثر كفاءة، مجموعة تتحمل المسؤولية، وتقدر حياة الناس. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain