موقف مخزٍ للجامعة العربية!! | إبراهيم معتوق عساس

  • 9/13/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الجامعة العربية حتى عهدٍ قريب، تتحرّك بقوة عندما تحصل مشكلة لدولةٍ عربية، أو تنشأ كارثة إنسانية، فينطلق أمينها العام في كل الاتِّجاهات لحماية الشعوب العربية من الصراعات، وكان هناك مَن يرى أن هذا الدور لا يكفي، وأن وجود الجامعة لابد أن يؤدّي إلى إنهاء الصراعات والمشكلات التي تتعرض لها الدول الأعضاء، لقد كانت الشعوب العربية تنظر للجامعة العربية على أنّها مُقصّرة، وأن الواجب إعادة صياغة نظامها الأساس، ومواثيقها التي تعمل بها، بما يُمكِّنها من القيام بإنهاء أي مشكلة تنشأ للدول العربية، ولا تكون الجامعة فقط للمؤتمرات والاجتماعات، ثم لا تستطيع أن توقف أو تُنهي مشكلة تخص الأعضاء، فتقوم حروبٍ طاحنة، ثُمَّ لا تتحرّك، أو تُحرّك ساكنًا، وتترك الأمور، أو تحوّلها لمجلس الأمن، ليصدر القرارات الصعبة التي يُصدرها وفق مصالح أعضائه دون النظر إلى مصالح الدول العربية، والأمة العربية، ومع ذلك كان الأمناء السابقون للجامعة يقومون بجهود جبّارة في تقديم العون للشعوب العربية، وهذا أقل ما يمكن أن يُقدَّم، إلا أن أمينها الحالي أشرك نفسه في كل الانقسامات، وجرَّ الجامعة العربية لكي تكون «مجرد اسم» دون «فعل»، فعندما بدأ الربيع المشؤوم الذي صُنع عن طريق أعداء الأمة، لم يتحرّك أمين الجامعة، بل كان يقوم بأدوار جعلت كثيرين ينظرون إلى الجامعة العربية على أنّها لم تَعُد «جامعة»، بل «مُفرِّقة»، والاجتماعات التي عُقدت في عهده كانت اجتماعات تزيد الفرقة، وأصبح دور الجامعة تحويل المشكلات العربية إلى مجلس الأمن، والمحاكم الدولية، وليت الأمر اقتصر على السياسة، ولكن حتى ما يخصّ الشعوب، لم تتدخل الجامعة، فهذا الشعب السوري المغلوب على أمره، يلقى أشد أنواع الظلم من داخل سوريا، ومن خارجها، فيُهاجر هربًا من الجحيم، إلى جحيم أفظع منه، فكم من الأطفال والنساء؛ والشيوخ والشباب ماتوا غرقًا أو عطشًا أو بطشًا، وهم يقطعون المسافات الطويلة عبر البحار والمحيطات، في رحلة خطرة، متّجهين إلى بلاد الغرب، مع أن الواجب كان يتطلب أن تقوم الجامعة العربية، وعن طريق أمينها العام، بطلب اجتماع عاجل لقمةٍ عربية، لمواجهة المشكلات التي تُعاني منها الشعوب، ولكن هذا لم يحصل، فتولّت هذا الدور المنظمات الدولية التابعة للدول التي شجّعت الربيع المزعوم، الذي يُعدُّ بحق وحقيق ربيعًا «غربيًّا»، حوّل خيرات الأمة إلى الغرب والشرق، ودمَّر أغلب الشعوب العربية، ولكن الله غالب على أمره. إن موقف الجامعة الحالي هو موقف مُخزٍ، فلم يَعُد لها أي نشاط يدل على الوجود، لذلك فإن الحل يكون إما بإغلاقها، وعدم تمويلها، أو وضع ميثاق جديد لها، وأمين عام جديد أيضاً، يُعيد لهذه الجامعة الهيبة السابقة، حتى ولو لم تكن كافية، أمّا أن تظل الجامعة العربية بهذه الصورة، فإن إغلاقها هو الحل المناسب لها، وللشعوب العربية.! assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :