دأبت حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على البذل والعطاء ومساعدة الآخرين بلا منٍّ أو ضجيج، أو إيحاءات بما تُقدِّمه من عطاءات لمساندة الإخوة الأشقاء، أو الحكومات الصديقة الموشكة على الانهيار، أو الاقتصاديات الآيلة للسقوط.. وقد تبع ذلك النهج القويم جميع الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز في مسلكه الطيّب في البذل والعطاء، دون الإشارة إلى ذلك أو الإعلان عنه. ورغم ما تُقدِّمه هذه الدولة المُبَاركة لشعوب الأرض قاطبة من مُساعدات، تُقابَل جهودها بالجحود والنكران من قِبَل بعض الفئات الحاقدة، أو الجهات المأجورة، أو الدول التي تعمل في الخفاء من أجل تحقيق بعض المكتسبات الآنية، والتي سرعان ما تنكشف وتؤول وأصحابها إلى زوال. لم تتأخر هذه الدولة المباركة مطلقًا في مد يد المساعدة والعون للمحتاجين، ولكل من ضاقت به السبل. فهذه الإمدادات المتواصلة من المواد الغذائية والطبية تذهب للدول التي تعاني من ويلات الحروب وعدم الاستقرار، وتُسهم في نجدة المتضررين من الأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية على مستوى العالم أجمع. هناك الكثير من الدعم والعطاء الذي تُقدِّمه المملكة للدول الشقيقة والصديقة، وأصبحت مساهماتها واضحة وجلية لكل مُنصف، فهناك ١٤٠ دولة يعمل أفرادها في المملكة، ويُعاملون أفضل معاملة، وتصل مدّخراتهم التي يبعثونها إلى بلدانهم إلى أكثر من (١٠٠ مليار ريال سنويًّا)، حتى أصبحت اقتصاديات بعض تلك الدول تعتمد بشكل مباشر على تحويلات العاملين من مواطنيها في السعودية، بل وصل عطاء هذه الدولة إلى استضافة أكثر من مليوني سوري بدون ضجيج أو حملات دعائية -كما هو حاصل في أوروبا- بل إن بعض السوريين له أكثر من أربعين عامًا، وهو ينعم بالعيش وحسن المعاملة في المملكة، واعتبر السعودية بلده الثاني، ولا يُفكِّر في مغادرة هذا الوطن، وقد سمحت المملكة للطلاب السوريين الالتحاق بجميع المراحل الدراسية بدون منِّ أو حملات دعائية، كما تفعل بعض الدول. لقد منَّ الله على هذه البلاد بوجود أعظم مقدّساته الحرمين الشريفين، وأنعم عليها بنعمٍ عظيمة ظاهرة وباطنة، وأكرم جميع الوافدين إليها للعمل الشريف والكسب المشروع. لذلك نقول للمُغرضين: لا تُزايدوا على بلادنا، فأنتم وجميع الحاقدين الحاسدين المتربصين بنا أعلم بما تُقدِّمه المملكة من عطاءات شرقًا وغربًا، للبعيد والقريب، ونحن حُكَّاما وشعبا مُصرِّين على السير قُدما على دروب الخير والعطاء، رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين.. (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). mdoaan@hotmail.com
مشاركة :