قال تعالي في سورة العلق { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} } . هناك مثل ألماني يقول ( ﻻينمو الجسد إﻻ بالطعام والرياضة وﻻينمو العقل إﻻ بالمطالعة والتفكير ) والأكيد أن العرب ابتعدوا كثيرا عن القراءة واتذكر ان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ديان ساله أحد الصحفيين عن سبب هزيمة العرب المنكرة في حرب سنة 1967 حيث دمرت القوات والطائرات الإسرائيلية الجيوش والطائرات العربية في حرب الأيام السته وكان رده أن العرب ﻻ يقرأون فهناك حرب في المنطقة كل عشر سنوات فمثلا كانت أول حرب في سنة 1948 وبعدها حرب في سنة 1956 وبعدها حرب 1967 ولكن لأن الأمة العربية ﻻتقرأ وخاصة أصحاب القرار من الحكام والمسؤولين ولذلك تدهورت أحوال العرب ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من تشرذم وتدهور بسبب عدم القراءة . من يسافر إلى الدول الغربية فهو يلاحظ أن الكتاب موجود في حقائب الناس هناك سواء مع الصغار والكبار فهم تجدهم يقراؤون في محطات انتظار الباصات والقطارات ويحاولون اﻻستفاده من وقتهم بتوسيع مداركهم وتثقيف عقولهم ولذلك تجد مجتمعاتهم متطورة ولديهم ثقافة تجعلهم قادرين علي حل مشاكلهم بالحوار وليس بالعنف. ان الكويت كانت منارة للثقافة ويكفي أنها كانت تصدر مجلة العربي التي هي وحدها وجبة دسمة ففيها اﻻستطلاعات والتقارير الصحفية المختلفة حتي الرواية وروائع الفن المسرحي وباقي الفنون وكأن العرب ينتظرونها بفارغ الصبر لقراءتها ولكن بمرور الوقت قل اﻻهتمام بها وتحولت إلى مجلة عادية خاصة بعد ظهور العديد من اﻻصدارات والمجلات وكذلك تطور وسائل التواصل اﻻجتماعي التي جعلت الوصول إلى المعلومة سهلا وسريعا مما أثر كثيرا علي اﻻطلاع والقراءة. إن الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أطلق مبادرة لقراءة خمسين مليون كتاب ضمن مشروع تحدي القراءة العربي وقد وضع حوافز وجوائز بقيمة ثلاثة ملايين دوﻻر أمريكي لتشجيع القراءة . إن الشيخ محمد بن راشد لم يكتفي بالمبادرة بل فاجأ بنفسه مجموعة الأطفال الذين كانوا ينتظرونه في مدرسة البحث العلمي وقرأ عليهم صفحات من كتاب قام هو بتاليفه يتكون من عشر صفحات يتحدث عن مؤسسي دولة الإمارات وأسم الكتاب ( القائدان البطلان ) والبطلان هما الشيخ زايد والشيخ راشد والهدف هو تعريف الأطفال علي مؤسسي دولة الإمارات العربية المتحدة وكيف وصلت إلى ماوصلت إليه. الشاهد هو أن هذه الأمة ﻻيمكن أن تنهض وتواكب المدنية وتطور الدول الأخرى إﻻ بالقراءة والجدير بالذكر أن كل من سنغافورة وماليزيا كانتا دولتان فاشلتان ولكن عندما جاء مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق وكذلك رئيس وزراء سنغافورة السابق كان تركيزهما علي التعليم وتثقيف الشعب بالقراءة فكان أن تغير وضع هاتين الدولتين من حال إلى حال. إن مشروع الشيخ محمد بن راشد هو مشروع حضاري سوف تكون له نتائج باهرة لكن بحاجه إلى وقت طويل ولكن أن يبدأ متاخراً خير من ﻻتبدأ أبدا والمعروف عن الشيخ محمد انه ﻻيعرف المستحيل وﻻ يقبل إﻻ بالمركز الأول وهذا الجهد يحتاج إلى دول ولكن الشيخ محمد اختصر المسافة حتي ﻻ يدخل المشروع في دهاليز الروتين الحكومي ويكون مصيره الفشل. نقترح علي وزارة التربية في الكويت ان تعيد حصص المكتبات والقراءة حيث كان هناك مكتبه في كل مدرسه وهناك أمينه مكتبه تشرف عليها وتسمح للطلبة باﻻطلاع علي الكتب واستعارتها للاستفادة منها حتي يعود للكتاب بريقه حتي مع وجود وسائل التواصل اﻻجتماعي لأنه الكتاب له مكانته وقيمته في تطوير الفكر العربي . ختاما نتقدم بأحر التعازي القلبية ونقول للشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي وشعب الإمارات الشقيق عظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم ونسأل الله للفقيد الشيخ راشد بن محمد بن راشد المغفره والرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان . أحمد بودستور
مشاركة :