مستقبل الوطن أمام الوزير الدخيل - هاشم عبده هاشم

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

•• أشعر بأن الفرصة الآن باتت مواتية لمراجعة الكثير من السياسات المتصلة بالتعليم العالي.. وبالذات بعد أن هدف دمج التعليم العام بالتعليم العالي إلى ردم الفجوة السحيقة بينهما.. وقاد ذلك إلى ضعف مخرجات العملية التعليمية في النهاية.. •• صحيح أن هناك من يعتقد بأن المهمة أصبحت أصعب من ذي قبل.. لأن لكل من المستويين التعليميين مشكلاته الحادة.. وتراكماته التي تستعصي على الحل.. •• لكن آخرين يرون أن هذه المشكلات وإن كانت حقيقية وكبيرة.. إلا أن البداية الصحيحة لمعالجتها من الجذور هي في إعادة التخطيط لمجمل العملية التعليمية في المملكة بهدف تصحيح مساراتها الخاطئة.. ومعالجتها بصورة عملية صحيحة منذ نشأة الطفل وحتى نهاية مشواره العلمي وبداية حياته العملية.. •• وبعيداً عن قضية الدمج.. وتفاصيلها.. وما هو متوخى منها.. فإنه لا بد من الاعتراف – بداية – أن المخرجات – بصورة عامة – ليست مطمئنة.. وأن الوقت قد حان لمعالجة هذا الوضع بسبب جوهري ومهم هو أن البلد ومستقبل هذا البلد ونموه وتقدمه يتوقف – إلى حد كبير – على "الإصلاح الحقيقي المرتقب للعملية التعليمية بمجملها". •• ولا أظن أن معالي الأخ الدكتور "عزام الدخيل" لا يشاركني هذه القناعة وذلك الطموح.. وبالتالي فإن الوطن كله ينتظر منه فوق ما ينتظره من أي وزير آخر.. •• والدولة وفقها الله.. لم ولن تتأخر عن تقديم الدعم لهذه العملية الضخمة بعد أن وضعت ثقتها في رجل لديه الطموح ولديه الرغبة والحرص على أن يحقق الكثير للبلد.. لأن إصلاح العملية التعليمية كما أشرنا هو المستقبل كله. •• لكن حديثي اليوم هو عن التعليم العالي بصورة أكثر تحديداً.. وكيفية التعاطي معه.. ووضع اليد على أوجه الخلل فيه.. وإن كان الكثير منها هو بسبب تلقيه – في الماضي – لمخرجات التعليم العام الضعيفة.. والمرتبكة.. والمشوشة. •• ومنذ البداية.. فإن علينا أن نعطي "الجامعة" صلاحيات كافية لإدارة مؤسسة علمية راقية تتعامل مع مثيلاتها في مختلف دول العالم ومؤسساته البحثية والعلمية.. •• لكن هذا المطلب يقتضي إعادة هيكلة الجامعات وتنظيمها بما يساعد على أن تكون مؤسسة صناعة الأجيال الأولى.. •• وذلك أيضاً يفترض إعادة النظر بصورة جذرية في اللوائح والأنظمة الداخلية وفي الكادر الوظيفي.. بحيث يكون جاذباً لآلاف المؤهلين تأهيلاً علمياً راقياً.. ومشجعاً على العطاء والتجديد في أداء العملية التعليمية وفي البحث العلمي على حد سواء.. لأن الوضع الحالي بات طارداً.. بل ومحبطاً.. إلى أبعد الحدود. •• ذلك جانب.. أما الجانب الأكثر أهمية فإنه يتوقف على مدى التغيير للسياسات الحالية التي حولت الجامعات إلى "مختبر للتوظيف" بهدف التوفيق بين مخرجاتها وبين حاجة سوق العمل.. وهو توجه فيه من المنطق ما دفع إليه واقع خريجينا الذين لا يجدون عملاً في السوق.. وإن كان هذا الهدف لم يتحقق بسبب الضعف العام لهذه المخرجات من جهة.. لقصور في عملية التخطيط والإدارة.. ومن جهة ثانية لسوء مخرجات التعليم العام كما تحدثنا عنها من قبل.. •• ومن الخطأ أن نفرغ الجامعة من أهدافها العلمية ونقضي على وظيفتها الأساسية المتمثلة في البحث العلمي.. وفي حرية الحركة والمشاركة في الندوات والمؤتمرات واللقاءات المتخصصة في العالم بالإضافة إلى الحرص على أن تكون مخرجاتها النهائية متجاوبة مع حاجات السوق التي تعيشها المجتمعات الآن.. وتفرض على الجامعات نمطاً مختلفاً من التعلم.. وأنواعاً جديدة من التخصصات غير التقليدية في زمن افتراضي.. ومعرفي.. ومجنون. •• هذه المحاور الأساسية تتطلب مشروعاً علمياً ضخماً لا بد وأن نُشرك في وضعه كل الخبرات المتاحة في هذا العالم للعمل جنباً إلى جنب الخبرات السعودية المؤهلة وهي كثيرة ومشرفة كل في مجاله. •• ولا أحسب أخي وصديقي الوزير إلا عاكفاً على ذلك ومهتماً به.. بدليل أنه لم يتعجل الخطوات ولم يصدر أي قرارات جوهرية حتى الآن.. تتعلق بمستقبل التعليم العالي وذلك – في رأيي – أمر يُحمد له.. وفقه الله وأعانه.. فهو بحاجة إلى الدعاء.. والثقة به.. والدعم له.. وتلك مسؤولية الجميع. *** • ضمير مستتر: ] •• المستقبل تصنعه العقول الكبيرة ولا تبنيه العواطف والانفعالات.. [

مشاركة :