لا تشوهوا صورة مجلس الشورى - هاشم عبده هاشم

  • 10/5/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن أتهم أي أحد بتنظيم حملة "تشويه" ضد مجلس الشورى.. وتصوير ما يقوم به.. وكأنه يتعارض مع مصالح الناس.. وحقوق الوطن.. •• فإنني – وكعضو سابق – شرف بالعمل فيه خلال الدورتين الأولى والثانية (1414-1422ه).. أطالب إخواني الأعضاء سواء الحاليون منهم أو من سيدخلونه بعد ذلك بأن يتذكروا أن الهدف الرئيس من اختيارهم في هذا المكان المشرف هو عون ولي الأمر لاتخاذ قرارات مهمة تخدم الوطن وتحقق المزيد من الخير لصالح المواطن.. وتدافع عن مصالحه وحقوقه. •• كما أُذكرهم بأن المجلس سلطة مستقلة بموجب النظام وأن مرجعه هو الملك، وأنه يتخذ قرارات وليس توصيات وأن الاختلاف بين المجلس ومجلس الوزراء – في حال حدوثه – حول شأن من الشؤون، يُرجع فيه لولي الأمر دون غيره لحسمه واتخاذ القرار الذي يراه في الصالح العام.. •• كما أُذكرهم أيضاً.. بأن أي عضو يُكلف بهذه المهمة لا بد وأن يضع مصالح الوطن والمواطن في حسابه.. وينسى منطقته أو مدينته أو قبيلته أو ثقافته أو رأيه الشخصي أو نظرته الخاصة نحو ما يُعرض عليه ويُغلِّب عليها مصلحة الوطن ورؤيته وحقوقه بالكلية بعيداً عن فرض مفاهيمه أو قناعاته أو تفسيره لأي شأن من الشؤون لما في الانحياز للرأي أو الموقف الذاتي من ضرر يمكن أن يلحق بتلك المصالح العليا المقدمة على كل ما عداها.. •• ورحم الله الشيخ محمد بن جبير (أول رئيس للمجلس) فقد كانت أول كلمة ينطق بها ويوجهها إلينا في أول جلسة انعقاد للمجلس تقول: "علينا أن ننسى أنفسنا.. ووظائفنا.. وأعمالنا السابقة.. لأننا هنا موجودون من اجل خدمة وطن واحد وعون ومساعدة ولي أمر واحد.." •• هذا الكلام أقوله اليوم بكل أمانة لأن بعض مناقشات المجلس وتوجه الأغلبية نحو إسقاط توصيات مهمة.. لأنها تتعارض مع رؤاهم أو تفسيراتهم أو قناعاتهم الخاصة أو صفاتهم الوظيفية السابقة.. ويكون رد فعل المواطن – في اليوم التالي – سيئاً للغاية.. وذلك يهز صورة المجلس.. وينزع ثقة المواطن فيه ويخرج به عن أهدافه ووظائفه السامية. •• ومن تلك التوصيات التي أسقطت مؤخراً.. حق المجلس في الحصول على تقارير حقوق الإنسان وإخضاعها للمناقشة بدل قصر إرسالها لمجلس الوزراء.. وبالذات تلك التقارير التي تغطي كل ما يتصل بحياة المواطن وحقوقه ومستويات معيشته.. وقبل ذلك كثير من التوصيات المقترحة رغم أهميتها.. •• وليس لذلك من تفسير إلا أن بعض تلك التوصيات لا تروق لمن أسقطوها لاعتبارات ثقافية أو إدارية أو نفسية.. ما كان يجب الارتهان لها إذا نحن أدركنا الحقائق السالف ذكرها.. •• فهل نسرع إلى معالجة هذا الوضع الخطير ونُمكِّن المجلس من ممارسة مسؤولياته على الوجه الأكمل؟ ضمير مستتر : •• إسقاط الذات.. شرط أساسي.. لإنتاج مؤسسات قوية وقادرة على صنع المستقبل الأفضل للوطن..

مشاركة :