إلى مشاهير الإعلام الجديد - أمجد المنيف

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مثل كل الأفكار الاتصالية، سواء الصحفية منها أو غير ذلك، بدأت غالبا بمبادرات أفراد، ثم تحول العمل إلى جهود مؤسسية، رتبت البعثرة الفردية، وطورتها بمراحل، وقدمتها بقوالب أخرى، وهذا ما يحدث حاليا - في الغرب - تجاه المبادرات الفردية، في الإعلام الاجتماعي، ويحدث (في بعض النماذج) لدينا.. ويبدو واضحا توجه الكثير من المواقع الإلكترونية لمنح الإمكانية للمستخدمين العاديين، من الاستفادة من الموقع كمعلن، ومنحه الأدوات التي تمكنه من ذلك، وهو الأمر الذي (قد) يلغي - تدريجيا - قدرة المشاهير من التفرد بما يعرف ب"الانتشار"، حيث إنه يستطيع (ماليا) أن ينشر بالقدر الذي ينشر به "المشهور"، وبالاتفاق المباشر مع الموقع الإلكتروني الرئيس، وهذا الأمر ربما لا يحدث سريعا، ولكن معظم التوجهات التقنية و"البزنسية" تقول بذلك. بالتأكيد، وأتفق مع ما يدور في أذهانكم، بأن اللمسات الخاصة بالأشخاص، وطريقتهم في النشر، ومدى القبول لدى المتلقي، وغير ذلك من العوامل، تميزهم عن القوالب الرسمية الجاهزة، ورغم أهمية كل هذه العناصر؛ إلا أن التحدي يبقى في تطور المحتوى الذي يحاكي كل الاحتياجات، ويستنسخ المعروض، ويقدمه بطريقة "شبه عفوية"، يحدث بعضها الآن، ولكن بشكل عشوائي، وبجهود غير منظمة، مع ضرورة الإشارة إلى التغيرات التي تطرأ على الحقول التقنية والاتصالية بشكل متسارع، وتؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في ذلك. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن من أهم أسباب نمو الإعلام الجديد هو "سهولة الاستخدام، وانخفاض الكلفة. فلا يتطلب الأمر من مستخدم تلك الشبكات غير معلومات حاسوبية طفيفة، لكي يقوم بنقل ونشر وعرض ما يريد، وإرساله إلى نقاط مختلفة، بينما مستخدمو وسائل الإعلام التقليدية يفترض أن يكونوا حائزين على مؤهلات خاصة؛ مثل فنون كتابة الخبر والمقال، وطرق التصوير، وغيرها."، سيكون الأمر مضاعفا؛ إذا ما روعيت المسائل التسويقية، والإعلانية، وهو التحدي دائما في المنصات الإعلامية والاتصالية، ما يعني أن المعلن قد يتخلى بسهولة عن التعاقدات "الفردية" طالما وجدت البدائل الممكنة. وككل الأشياء، لا بد من وجود حلول تستوعب ما يحدث، وأعني به ماذا يجب أن يفعل هؤلاء المشاهير؟ الأمر باختصار سهل جدا، ومعقد في ذات الوقت، يتمثل في التمدد، عبر خلق تواجد موازٍ في منصات أخرى، لكن التحدي يبقى في صنع المحتوى الذي يستجيب لهذا التغيير.. لا زلنا في أول القرن، وأول التقنية، ولا زال المشوار طويلا! والسلام

مشاركة :