وسم (جوالك لا ينهي حياتك)، كان من الوسوم النشطة الموجودة على (تويتر) بالأمس، وهذا يؤكِّد حجم التأثير الكبير الذي أصبح هذا الجهاز الصغير يؤثِّر فيه على كثيرٍ منَّا، فهو لم يأخذنا فقط من عوائلنا أثناء جلوسنا معهم، ولا من أصدقائنا أثناء زيارتهم لنا، ولم يأخذنا من أعمالنا، فأصبحنا نقصِّر فيها من أجله، أو من دراستنا، بل إنَّ تأثيره وصل إلى الحد الذي قد يعرِّض بعضنا فيه روحه وحياته للخطر من أجل الجوال، فقد أصبح هذا الجهاز الصغير مسيطرًا بشكل كبير على كثير منَّا، بل إنَّه ألغى القدرة على التفكير عند البعض على الرغم من قناعتهم بخطورته، وكأنَّ البعض يعرِّض نفسه للانتحار، ومَن يستعرض ما كُتب من تعليقات في ذلك الوسم، يجد أنَّ بعض أصحاب تلك التعليقات، وعلى الرغم من تحذيرهم من استخدام الجوال أثناء القيادة، إلاَّ أنَّهم في الوقت نفسه يعترفون بأنَّهم يقومون باستخدامه، مؤكِّدين بأنَّ الحادث لا يستغرق وقت وقوعه سوى ثوانٍ معدودة، وقد تكون نفسها تلك الثواني التي تنظر فيها إلى جوالك لترى رسالة، أو تقرأ تغريدة، أو تكتب ردًّا. في السابق كانت معظم التحذيرات من استخدام الهاتف أثناء القيادة يركِّز على قيام السائق بالردِّ على الاتِّصالات الهاتفيَّة، والتحدُّث مع الآخرين؛ ممَّا قد يشتِّت انتباه السائق، ولكن الوضع الآن تجاوز هذا الحد بكثير، فأصبحت المراسلة على الواتساب، والتصوير على السناب شات، أو الإنستغرام لا تتم لدى البعض إلاَّ أثناء القيادة، وهذا يتطلَّب من الجهات المختصة، وقفةً حازمةً لوضع عقوبات صارمة لأمثال هؤلاء. بعض الناس قد لا تهمُّه حياته، أو قد يعتقد بأنَّ لديه من المهارة والقدرة والخبرة أن يستخدم الجوال أثناء القيادة، وإذا ما وقع حادث -لا سمح الله- قد لا يحدث له شيء، ويخرج سليمًا من الحادث، ولكنه في المقابل قد ينهي حياة أسرة، أو أطفال آخرين، والبعض الآخر قد يتمادى بعد أن حفظه الله من الوقوع في بعض الحوادث أثناء استخدامه للجوال وهو يقود السيارة، ويواصل هذه المخالفة وكأنَّه ينتظر وقوع حادث له، غير آبه بحياته، أو سلامة الآخرين. إنَّها نصيحة غالية وهامَّة، وخصوصًا مع عودة الحياة إلى طبيعتها في طرقات المدن، بعد استئناف الدراسة أن نتوقف عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، فقدْ فقدنَا العديد من الأرواح لهذا السبب، وفقدنَا أقارب وأعزاء لنا لهذا السبب، فلنتوقف عن استخدام الجوال أثناء القيادة؛ حتَّى لا ينهي الجوال حياتنا، أو حياة الآخرين. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :